الرئيسية | مقالات الموقع | مكتبة الكتب | مكتبة المرئيات | مكتبة الصوتيات | أتصل بنا
 

 

 

 

القائمة الرئيسية

أحدث الكتب

ج 2: المسيح عليه السلام وغلام أحمد (الجمع بين نقيضين)
أرسلت بواسطة admin في الثلاثاء 17 يونيو 2008 (3364 قراءة)
(أقرأ المزيد ... | 43522 حرفا زيادة | التقييم: 0)
مقالات منوعة

3- "أنا آخر الأنبياء ومسجدي آخر المساجد". ( أخرجه مسلم ) , ويقولون : قد بنيت مساجد كثيرة بعد مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فلا يكون هذا إلا للتعبيرعن فضل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم .

 

وهؤلاء كعادتهم , حرفوا الحديث بقطعهم لمتنه , قال الإمام مسلم في صحيحه : ( عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وأبي عبد الله الأغر - وكانا من أصحاب أبي هريرة - أنهما سمعا أبا هريرة يقول : "صلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء وأن مسجده آخر المساجد" ) .

 

وفي رواية: ( قال لنا عبد الرحمن بن إبراهيم أشهد أني سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى عليه وسلم: "فإني آخر الأنبياء ومسجدي آخر المساجد " ) .

 

في هذا الحديث مقارنة بين المسجد الحرام ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم في الثواب كما ورد في هذا الباب حديث آخر يدل على فضل المساجد الثلاثة أي المسجد الحرام ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم والمسجد الأقصى .

 

فهذا السياق يدل على أن المراد بقوله صلى الله عليه وسلم: "مسجدي آخر المساجد" أي آخر مساجد الأنبياء .

 

ولا شك أن هذه المساجد الثلاثة أسست بأيدي الأنبياء وتحت إشرافهم فتكون كلمة "أل" في المساجد عوضا عن المضاف إليه , فصار المعنى مسجدي آخر مساجد الأنبياء.

 

وهذا يوافق ما ذكرناه من النصوص الصريحة الصحيحة التي تدل على انقطاع النبوة بجميع أنواعها , فلا بد من تقديم المنطوق الصريح على المفهوم المشكوك فيه كما صرح به علماء الأصول .

 

ويؤيد هذا المعنى ما أخرجه البزار في مسنده من زيادة في هذا الحديث هو قوله صلى الله عليه وسلم : " أنا خاتم الأنبياء ، ومسجدي خاتم مساجد الأنبياء ، أحق المساجد أن يزار ويشد إليه الرواحل المسجد الحرام ومسجدي " ( ذكره المنذري في "الترغيب والترهيب " وسكت عنه 2/214 ) .

 

4- " أنا خاتم الأنبياء وأنت علي خاتم الأولياء ".

 

أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه من طريق عمر بن واصل وقال: "هذا من عمل القصاص وضعه عمر بن واصل أو وضع عليه "( تاريخ بغداد 10/358 ) .

 

وقال الذهبي : " عمر بن واصل الصوفي شيخ روى عن سهل بن عبد الله اتهمه الخطيب بالوضع" (ميزان الإعتدال 3/230 ) .

 

وقال مؤلف مجمع البحار (مجمع بحار الأنوار) محمد طاهر الهندي الفتني : " لفظ خاتم الأولياء باطل لا أصل له ، فإن خاتم الأولياء آخر مؤمن بقي من الناس وليس هو خير الأولياء ولا أفضلهم فإن خيرهم أبو بكر هم عمر رضي الله عنهما " ( مجمع البحار ج3 ص518 فصل في الخاتمة ) .

 

5- " أبو بكر خير الناس إلا أن يكون نبي" .

 

أخرجه الطبراني وابن عدي , وقال المناوي في " فيض القدير شرح الجامع الصغير للسيوطي" : " قوله إلا أن يكون نبي أي يوجد نبي فلا يكون خير الناس يعني هو أفضل الناس إلا نبي والمراد الجنس و(يكون) هنا تامة و(نبي) مرفوع بها ، والإستثناء لإخراج عيسى عليه السلام " (فيض القدير ج1 ص90 وميزان الاعتدال للذهبي ج1 ص231) .

 

وفي " الميزان " قال الذهبي : " تفرد به إسماعيل هذا فإن لم يكن هو وضعه فالآفة ممن دونه" (ميزان الإعتدال 3/230 ) .

 

وقال الهيثمي بعد عزوه للطبراني: "فيه إسماعيل بن زياد الأيلي ضعيف" (مجمع الزوائد ج9 ص44 ) .

 

خلاصة الكلام أن هذه الرواية في غاية الوهن حسب الإسناد بل يبلغ إلى درجة الموضوع كما صرح بذلك الذهبي .

 

6- عن عائشة رضي الله عنها قالت : "قولوا خاتم الأنبياء ولا تقولوا لا نبي بعده" ( الدر المنثور للسيوطي 5/204 ) .

 

إسناد هذا الأثر منقطع لأن فيه محمد بن سيرين الذي لم يسمع من السيدة عائشة شيئاً , قال الإمام ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: "ابن سيرين لم يسمع من عائشة شيئا" ( كتاب المراسيل ص 116 ) .

 

وقال البخاري: "لم يسمع ابن سيرين من عائشة رضي الله عنها شيئا" ( جامع التحصيل في أحكام المراسيل 2/635 , تهذيب التهذيب 9/216 ) .

 

2- رأيهم في القرآن الكريم وتفسيره

 

يقول غلام أحمد في " الخطبة الإلهامية " : ( أم يقولون إنا لا نرى ضرورة مسيح ولا مهدي , وكفانا القرآن وإنا لمهتدون , ويعلمون أن القرآن لا يمسه إلا المطهرون , فاشتدت الحاجة إلى مفسر زكي من أيدي الله , وأدخل في الذين يبصرون ) .

 

وهذا نمط من التفسير الأحمدي القادياني الذكي للقرآن الكريم وذلك نقلا عن محمد علي , أمين جماعة القاديانية وزعيم شعبة لاهور من خلال تفسيره " بيان القرآن " :

 

* تفسير منطق الطير في قوله تعالى : {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ }النمل16 : حمل الطيور للرسائل من مكان إلى مكان كالحمام الزاجل .

 

* تفسير وادي النمل بأنها موضع نواحي اليمن , والنملة : بطن من بطون العرب , أو أمة كانت تسكن في وادي النملة .

 

* تفسير الجن في قوله تعالى : {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ }الأحقاف29 : طائفة من البشر اجتمعوا بالنبي صلى الله عليه في الخفاء , وليس المراد به نفوسا لا يقع عليها البصر , وقد جاءوا من الخارج وكانوا أجانب غرباء ولذلك سموا جنا .

 

* المراد من قوله تعالى : {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً }الجن1: يظهر أنهم كانوا نصارى وقد جاء ذكرهم على طريق النبوءة , ويكون المراد شعوبا مسيحية تبلغ الروعة في العظمة والرقي , فتصبح بذلك جنا وعفاريت وعباقرة.

 

بل ويذهب غلام أحمد إلى تأويل قول الله عز وجل : {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً}الإسراء15 . فيقول : " فهذا أيضا يدل على بعث رسول في الزمن الأخير , وهو المسيح الوعود – يعني نفسه – " ( الخزائن الشيطانية 22/500 ) .

 

ويقول عن قول المولى عز وجل : {وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً }الكهف99 : " المراد من الصور هنا المسيح الموعود , لأن أنبياء الله تعالى هم بمثابة الصور له " ( الخزائن الشيطانية 23/85 ) .

 

وهذا الزنديق ينكر جسمانية الجنة والنار وحقيقتهما فيقول في تأويل قوله تعالى:{وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ } البقرة 25 : "إن الله تعالى قد شبه هنا الإيمان بالجنة التي تجري من تحتها الأنهار... بل إن جنة الإنسان تنشأ من باطن الإنسان نفسه ، وإن جنة المرء هي إيمانه وأعماله الصالحات التي يبدأ بالتلذذ بها في نفس العالم " ( فلسفة تعاليم الإسلام ص 85 ) .

 

وأما قوله تعالى {أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ * إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ * إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ } الصافات62-64 .

 

فيقول مسليمة الغلام في تفسيره لهذه الآيات : " إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم : أي تنشأ من الكبر والزهو لأنهما جذور جهنم ... خلاصة القول إن الله تعالى مَثَّل كلمة الكفر التي هي في هذه الدنيا بالزقوم واعتبرها شجرة الجحيم ، كما مثل كلمة الإيمان التي هي في هذه الدنيا بالجنة المثمرة " ( فلسفة تعاليم الإسلام ص 87 , 88 ) .

 

 

ثم يؤكد على روحانية الجنة والنار وعدم جسمانيتها : " لقد تبين من جميع هذه الآيات أن الجنة والجحيم بحسب كلام الله القدس ليستا كهذا العالم الجسماني ، وإنما منشأهما أمور روحانية سوف تشاهد بأشكال مجسمة في عالم الآخرة ، ومع ذلك لن تكون من هذا العالم المادي " ( المصدر السابق ص 89 ) .

 

ويقول معلنا كفره بما نزل في القرآن العظيم وبما جاء به النبي الكريم صلى الله عليه وسلم : "إننا لا نؤمن بجنة هي عبارة عن أشجار مغروسة غرساً ظاهرياً ، ولا نؤمن بجحيم فيها أحجار من كبريت مادي ، بل الجنة والجحيم هما انعكاسات للأعمال التي يعملها الإنسان في الحياة الدنيا " ( المصدر السابق ص 111 ) .

 

قال الله تعالى : {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفّىً وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ } (محمد 15) .

 

وقال تعالى : {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ * يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ * وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ * كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ * إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ } الحج 19 – 25 .

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قلنا يا رسول الله حدثنا عن الجنة ما بناؤها قال : " لبنة ذهب ولبنة فضة ولماطها المسك وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وترابها الزعفران من يدخلها ينعم ولا يبؤس ويخلد لا يموت لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه " ( رواه أحمد واللفظ له والترمذي والبزار والطبراني في الأوسط وابن حبان في صحيحه ) .

 

ووصف صلى الله عليه وسلم النار قائلا : " ناركم هذه ما يوقد بنو آدم جزء واحد من سبعين جزءا من نار جهنم قالوا والله إن كانت لكافية قال إنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا كلهن مثل حرها " ( أخرجه البخاري ومسلم وبقية أصحاب السنن ) .

 

رأيهم في قضية صلب المسيح عليه الصلاة والسلام !

 

تفسير قوله تعالى : {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً }النساء157 : كلمة صلبوه لا تنفي تسميره على الصليب , ولكنها تنفي موته على الصليب كنتيجة لتسميره عليه .

 

فهم يقولون أن المسيح قد صلب لبضع ساعات على الصليب, لكنه لم يمت على الصليب بل حدث له إغماء, فظن الناس أنه مات !

 

ولقد اتفقت الأمة الإسلامية على ما أخبر به القرآن الكريم , من أن المسيح عليه الصلاة والسلام لم يُقتل ولم يُصلب {بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً }النساء158 , فسلمه الله من شر اليهود وأذاهم , ورغم أن الصلب يسبق القتل , إذ هو وسيلة للقتل , إلا أن الله تبارك وتعالى قدم نفي القتل على نفي الصلب فقال تعالى : ( وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ ) , بمعنى : أنه لم يُقتل أصلاً , فكيف تزعمون أنه قد صُلب ؟!

 

ويقول الغلام في كتابه " المسيح الناصري في الهند " أنه بعد واقعة الصلب هاجر المسيح عليه السلام إلى كشمير وتوفي فيها قبل ألفي سنة , مستدلا بقول الله عز وجل : {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ }المؤمنون50 , ولقد ناقض الغلام المفسرين بالإجماع لأن " الربوة " هى بيت المقدس ببلاد الشام , كما أن الآية لا تشير إلى هجرة بل إلى إيواء واستقرار , لكن الغلام زعم هذا وقطع بوفاة المسيح ليخلي المقام لنفسه , لأن من مات يستحيل أن يعود إلى الحياة بجسمه وروحه على حسب زعمه , ولهذا زعم أن عودة المسيح ستكون مثيلية ( أي مثيل المسيح ) , وأنه هو المثيل !

 

والمسيح عليه السلام لم يمت , قال تعالى : {إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }آل عمران55 . أي إني قابضك من عالم الأرض ورافعك إلى السماء بعد استيفائك كامل أجلك , والمقصود بشارته بنجاته من اليهود ورفعه إلى السماء سالما دون أذى ... ومن هذا المعنى قول العرب : توفيت مالي من فلان أي قبضته كله وافيا .

 

كما أن هذا من المقدم والمؤخر تقديره إني رافعك إلي ثم متوفيك بعد ذلك كما قال قتادة, وقد ذكره الطبري أيضا فقال : " وقال آخرون معنى ذلك : إذ قال الله يا عيسى إني رافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا , ومتوفيك بعد إنزالي إياك إلى الدنيا " ( انظر تفسير الطبري 6/458 ) .

 

وهذا ما قاله الحسن وابن عباس وابن زيد واختاره ابن جرير الطبري وقرره شيخ الإسلام ابن تيمية , وهذا هو الصحيح كما ذهب إليه المحققون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

 

فالحق الذي دلت عليه الأدلة البينة وتظاهرت عليه البراهين أنه عليه السلام رفع إلى السماء حيا وأنه لم يمت بل لم يزل حيا في السماء إلى أن ينزل في آخر الزمان , ثم يموت بعد ذلك الموتة التي كتبها الله عليه . فيكون ذكره في الآية قبل الرفع من باب المقدم ومعناه التأخير , لأن الواو لا تقتضي الترتيب , كما نبه أهل العلم وعلماء اللغة .

 

ومن هنا يعلم أن تفسير الوفاة بالموت قبل الرفع قول ضعيف مرجوح , بل الذي عليه الجمهور هو أنه عليه السلام رفع حيا بجسده وروحه , وسينزل في أخر الزمان على النحو الذي بينه النبي صلى الله عليه وسلم .

 

يقول الإمام فخر الدين الرازي : ( وقد ثبت الدليل أنه حي – أي المسيح عليه السلام ، وورد الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سينزل ويقتل الدجال ، ثم إنه تعالى يتوفاه بعد ذلك ) ( التفسير الكبير 8/ 60 ) .

 

هذا وقد نقل الشيخ حمود بن عبد الله التويجري رحمه الله في رده على الشيخ شلتوت رحمه الله إجماع أهل العلم على ذلك . ( انظر بتوسع " اتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشرط الساعة" 3/128-131 ) .

 

ولو تتبعنا سخافاتهم في تحريف القرآن الكريم لطال المقام !

 

* رأيهم في قضية النسخ في القرآن الكريم !

 

يقول غلام أحمد : ( إن رقبتي هي تحت نير القرآن الكريم ، وليس لأحد أن ينسخ حتى نقطة أو حركة من القرآن الكريم ) ( جريدة " أخبار عام " الصادرة من لاهور عدد يوم 26 مايو 1908م ) .

 

والنسخ كما هو معلوم باتفاق علماء الأمة , ثابت في القرآن والسنة , والحكمة منه ظاهرة جلية.

 

قال القرطبي : ( معرفة هذا الباب أكيدة وفائدته عظيمة ( أي النسخ ) ، لا يستغني عن معرفته العلماء ، ولا ينكره إلا الجهلة الأغبياء ، لما يترتب عليه من النوازل في الأحكام ، ومعرفة الحلال والحرام . روى أبو البختري قال : دخل علي رضي الله عنه المسجد فإذا رجل يخوف الناس ، فقال: ما هذا ؟ قالوا : رجل يذكر الناس ، فقال : ليس برجل يذكر الناس ! لكنه يقول أنا فلان بن فلان فاعرفوني ، فأرسل إليه فقال : أتعرف الناسخ من المنسوخ ؟! فقال : لا ، قال : فاخرج من مسجدنا ولا تذكر فيه . وفي رواية أخرى : أعلمت الناسخ والمنسوخ ؟ قال : لا ، قال : هلكت وأهلكت . ومثله عن ابن عباس رضي الله عنهما ) ( تفسير القرطبي 1 / 43 ) .

 

قال ابن كثير : ( والمسلمون كلهم متفقون على جواز النسخ في أحكام الله تعالى ، لما له في ذلك من الحكمة البالغة ، وكلهم قال بوقوعه ) ( تفسير ابن كثير 1 / 181 , 182 ) .

 

وقال الشيخ " رحمة الله بن خليل الهندي " : ( .... فكذلك في نسخ الأحكام حكم ومصالح له – تبارك وتعالى - , نظرًا إلى حال المكلفين والزمان والمكان , ألا ترى أن الطبيب الحاذق يبدل الأدوية والأغذية بملاحظة حالات المريض وغيرها على حسب المصلحة التي يراها , ولا يحمل أحد فعله على العبث والسفاهة والجهل ؟ فكيف يظن عاقل هذه الأمور في الحكيم المطلق العالم بالأشياء بالعلم القديم الأزلي الأبدي ؟! ) (إظهار الحق ص 232) .

 

3- عقيدتهم في السنة والحديث :

 

لقد قام الغلام وأمثاله من المخربين على مر العصور , بالطعن في السنة النبوية , إما تصريحا وإما تأويلا , فالغلام وأتباعه يتعاملون مع السنة والأحاديث بمعيار الهوى والغرض , فإذا وافق الحديث أهواءهم انتصروا له وجعلوا دينهم يدور عليه كما فعلوا في حديث : " إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها " . وإذا خالف الحديث أهواءهم ومنهاجهم الباطل ردوه , ولو كان في أعلى درجات الصحة , وقالوا حسبنا القرآن فما وافق القرآن قبلناه , وما خالف القرآن رددناه , ويجعلون فهمهم وأهواءهم الحكم في الموافقة والمخالفة للقرآن والسنة !

 

          ثم إنهم يسعون لتحريف الأحاديث كما فعلوا مع القرآن الكريم فحرفوا معاني الآيات بما يتماشى مع عقائدهم , ولم تسلم الأحاديث النبوية من أذاهم وتحريفهم , وأعرض نبذا من تحريفهم للسنة المطهرة بتأويلهم للأحاديث النبوية الصحيحة :

 

ج 1: المسيح عليه السلام وغلام أحمد (الجمع بين نقيضين)
أرسلت بواسطة admin في الثلاثاء 17 يونيو 2008 (3390 قراءة)
(أقرأ المزيد ... | 66024 حرفا زيادة | التقييم: 4.8)
مقالات منوعة

المسيح عليه السلام وغلام أحمد القادياني

 

جمع بين نقيضين !

 

أبو عبيدة محمود سعد مهران

 

 

مقدمة

 

          الحمد لله وحده , والصلاة والسلام على من لا نبي بعده , اللهم يا مسبب الأسباب , ويا مفتح الأبواب , ويا دليل الحائرين , توكلت عليك يارب العالمين , وأفوض أمري إلى الله, إن الله بصير بالعباد .

 

أما بعد ,,

 

          فلقد خرجت علينا هذه الأيام , إحدى القنوات الفضائية , تدعو إلى الإسلام على الطريقة القاديانية أو الغلامية الأحمدية , وهى التي تدعى إم تي إيه MTA3 أي تليفزيون المسلم الأحمدي , وتبث بعدة لغات منها العربية , كما أنهم قاموا بنشر تعاليمهم عبر شبكة المعلومات من خلال إنشاء موقع الجماعة الأحمدية باللغة العربية على شبكة المعلومات الدولية , وهذا ما يدعونا للرد على هذه الطائفة الغلامية القاديانية التي تزعم الإسلام , والإسلام منها بريء !

 

          ويبدو أن أتباع الغلامية القاديانية قد أخذوا مبدأ التقية من الروافض , فهم قد استطاعوا بمكرهم خداع بعض البسطاء من المسلمين عن طريق الرد على النصارى من خلال قناتهم العربية الفضائية , وظن بعض البسطاء أن هؤلاء يحملون راية الإسلام ويدافعون عنه , ولا يعلمون أن هؤلاء الغلامية وأمثالهم كانوا على الدوام يحملون راية النفاق والتكذيب لمحمد صلى الله عليه وسلم ورسالته !

 

          ولهذا , رأيت أن أعرض شبهات الغلامية القاديانية وأبين وجهتها ثم أبين زيفها وبطلانها , ثم في النهاية أعرض بعض الفتاوى التي حكمت بكفر الغلامية القاديانية .

 

          ولم أتعرض لنشأة الغلامية القاديانية , فلقد كفانا علماء الإسلام ذلك , وأظهروا لنا أن الغلامية القاديانية ما هى إلا دعوة منحرفة عن الدين يحميها المستعمر ويشجعها .

 

          ولقد رأيت أن أقوم بنشر هذا البحث في منتدى أنا المسلم , الذي ندين له بالكثير , فأسأل الله أن يجزي القائمين عليه خير الجزاء , وأود أن أبين : أني لن أقبل الحوار مع أتباع الغلامية القاديانية إلا بعد الإنتهاء من عرض البحث , وأرجو من السادة المشرفين عدم السماح لأحد بالمقاطعة حتى يتم نشر البحث كاملا .

 

          كما أتوجه بالشكر من خلال منبر منتدى أنا المسلم , إلى قناة الحكمة الفضائية والقائمين عليها , فلقد قامت القناة في الفترة الأخيرة , بالرد على أتباع الغلامية القاديانية , فجزاها الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء .

 

          وأتوجه بالشكر إلى فضيلة الدكتور / جمال المركبي – حفظه الله – الرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية , على مجهوده الطيب المبارك في الرد على أتباع الغلامية القاديانية من خلال مجلة التوحيد على مدار الأشهر الثلاثة السابقة , وكذلك من خلال قناة الحكمة الفضائية .

 

 

إن الدين عند الله الإسلام

 

إن الله سبحانه وتعالى ارتضى للبشرية منذ نشأتها دينًا واحدًا , وهو الإسلام , قال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ }آل عمران19 . وقال تعالى : {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }آل عمران85 .

 

هذا الدين أرسل الله به المرسلين جميعًا , من أدم إلى محمد عليهم الصلاة والسلام , قال تعالى : {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ }الشورى13 .

 

هذا الدين الذي جاء به محمد خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم واضحًا جليًا , محفوظًا بحفظ كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه و سلم :{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9. فهو الدين الخالد , الذي استجابت وتستجيب له ملايين البشر , إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها , ومنابع هذه الرسالة الخاتمة , من قرآن وسنة , ستظل تمد البشرية , والحياة والأحياء , بالحق الذي لا مرية فيه .

 

* نتوءات على جسد الإسلام

 

 

وعبر هذا الزمن الطويل , منذ بعث الله محمدًا صلى الله عليه وسلم بهذه الرسالة , والإسلام ينتشر , وتعلوا راياته , وتظهر منافعه , وتتأكد حاجة البشرية إلى هدايته ونظامه, وإن كان بين الحين والحين , تتسلل إليه عناصر غريبة عنه , في نشأتها ومنزعها ، أو تنبت في حقلة نابتة لا ينزعها إليه عرق , وتكون هذه وتلك فتنة , ما تلبث أن يظهر اعواجاجها , وتبين غرابتها , وتناقضها مع هذا الدين وتلك الرسالة .

 

وعبر القرون الاسلامية تعاني الأمة الإسلامية من تلك النتوءات , التي تظهر في جسمها وتعيش على حسابها , مما يتطلب أن تنتبه إليه , وأن تكون على يقظة تامة لتدفع هذا الغريب عنها .

 

* أصل دعوى الفرق الباطلة

 

يقول الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني فى تعليقه على حديث النبي عليه الصلاة والسلام الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه : " يكون في أخر الزمان دجالون كذابون يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم وآباؤكم فإياكم وإياهم , لا يضلونكم ولا يفتنوكم " ما نصه :

 

( وإن من أبرز علاماتهم أنهم حين يبدأون بالتحدث عن دعوتهم إنما يبتدئون قبل كل شيء بإثبات موت عيسى عليه الصلاة والسلام , فإذا تمكنوا من ذلك بزعمهم انتقلوا إلى مرحلة ثانية وهى ذكر الأحاديث الواردة بنزول عيسى عليه الصلاة والسلام , ويتظاهرون بالإيمان بها , ثم سرعان ما يتأولونها , ما دام أنهم أثبتوا بزعمهم موته , بأن المقصود نزول مثيل عيسى ! وأنه غلام أحمد القاديانى ! و لهم من مثل هذا التأويل الكثير والكثير جدًا , مما جعلنا نقطع بأنهم طائفة من الباطنية الملحدة ) ( شرح العقيدة الطحاوية - محمد ناصر الدين الألبانى ص22-23 ) .

 

* إدعاء غلام أحمد (1839-1908م ) أنه المسيح عليه السلام

 

يقول غلام أحمد : " محمد – صلى الله عليه وسلم – الذي هو أول كليم , وسيد الأنبياء لقمع الفراعنة الأخرين ... فكان لا بد أن يكون بعد هذا النبي الذي هو في تصرفاته مثل الكليم ( يقصد موسى عليه السلام ) ولكنه أفضل منه , من يرث قوة مثل المسيح وطبعه وخاصيته , ويكون نزوله في مدة تقارب المدة التي كانت بين الكليم الأول والمسيح ابن مريم , يعني في القرن الرابع عشر الهجري وقد نزل هذا المسيح وكان نزوله روحانيا (يقصد أنه هو المسيح ) " ( " فتح إسلام ص 6- 7 " من كتابات غلام أحمد ).

 

ويقول أيضًا في كتابه " توضيح المرام " ص 4 : " وأنه ليس المراد من النزول هو نزول المسيح بل هو إعلام على طريقة الاستعارة بقدوم مثيل المسيح , وأن هذا العاجز هو مصداق هذا الخبر حسب الإعلام والإلهام " .

 

((الأدلة الجامعة على أن غلام أحمد ليس المسيح عليه السلام))

 

أولاً

 

عودة المسيح ليست عودة روحانية أو مثيلية بل جسمانية ذاتية !

 

          يقول العظيم أبادي في كتابه " عون المعبود " 11/457 : ( تواترت الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم في نزول عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم من السماء بجسده العنصري إلى الأرض عند قرب الساعة ، وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة ) .

 

          لقد زعم غلام أحمد أنه مثيل للمسيح عليه السلام وأولَ آحاديث نزول المسيح عليه السلام تأويلاً باطنياً لا يقبله من له مسحة من عقل !

 

 

والأدلة على كذبه نبينها لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد :

 

1- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبو هريرة وأخرجه البخاري ومسلم : " والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكمًا عدلاً ..."الحديث , فذكر النبي صلى الله عليه وسلم المسيح بـ "ابن مريم" , أي أن المسيح الذي سينزل في أخر الزمان هو المسيح ابن مريم الذي بشر بين بني اسرائيل منذ ألفي عام , أي أن نزوله نزولاً ذاتيًا جسمانيًا , ولهذا قال صلى الله عليه وسلم " ابن مريم" ولم يقل " مثيل المسيح " بل ذكره باسم أمه عليها الصلاة والسلام , فهل كانت أم غلام أحمد اسمها مريم ؟!

 

يقول غلام أحمد : " لإن عيسى الذي سيسمى نبيًا وتابعًا أيضًا للنبي صلى الله عليه وسلم ( يعني نفسه ) هو غير عيسى الذي كان في بني إسرائيل " ( البراهين الأحمدية , الجزء الخامس , الخزائن الروحانية ج21 ص 352 ) .

 

 

وهذا كذب صريح بينَّه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : " والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكمًا عدلاً ... " الحديث , ولايوجد ابن مريم إلا سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام الذي وعظ وبشر بين بني إسرائيل .

 

وإذا نظر القاريء إلى قول الغلام : ( لإن عيسى الذي سيسمى نبيًا ..... هو غير عيسى الذي كان في بني إسرائيل ) يحمل في طياته أن اسم غلام أحمد " عيسى " أيضًا , وهذا ما ذل فيه وأخطأ , ويأبى الله إلا أن يذل من عصاه , وربما بعد قراءة أتباع الغلام لهذا المقال لأولوا النص كما فعلوا في مسألة عودة المسيح والمهدي عليهما السلام , ولزعموا أن غلام أحمد اسمه عيسى أيضًا !

 

2- قال صلى الله عليه وسلم في تتمة كلامه الشريف : " ... فيكسر الصليب , ويقتل الخنزير , ويضع الحرب ..." الحديث , فهل هذا ما رأيناه من ميرزا غلام أحمد أم على النقيض ؟! أكسر الغلام الصليب أو قتل الخنزير ؟!

 

إن كسر الصليب على يد المسيح عليه السلام يحمل مدلولاً هامًا , وهو أن المسيح عليه السلام لن يوالي عباد الصليب , فهل هذا ما فعله ميرزا غلام أحمد ؟!

 

* إلغاء الجهاد !

 

يقول غلام أحمد : " لا يمكنني أن أقوم بعملي هذا خير قيام في مكة ولا في المدينة ولا في الروم ولا في الشام ولا في فارس ولا في كابل ولكن تحت هذه الحكومة التي ادعوا لها دائما بالمجد والإنتصار " !!( " تبليغ الرسالة ج6 ص 69 " ) .

 

ويقول أيضًا : ( وإني لأقول وأدعي أنني أكثر المسلمين اخلاصًا ونصحًا للحكومة البريطانية , لأن هناك ثلاثة أمور قد جعلتني أرتفع في اخلاصي لتك الحكومة إلى الدرجة الأولى , وأول تلك الأمور : نفوذ المغفور له والدي , وثانيهما : أيادى هذه الحكومة العالية , وثالثها : الإلهام من الله تعالى - !- ) ( ترياق القلوب ص 309 , 310 ) .

 

ولقد ذكر النبي عليه الصلاة والسلام أنه عند عودة المسيح عليه الصلاة والسلام سيضع الحرب , بمعنى أن عهده سيكون عهد سلام وأمن وظهور البركات , لكن هذا بعد أن ينهي عدة معارك مع الدجال وأتباعه , كما جاء في حديث النواس بن سمعان الطويل في صحيح مسلم في ذكر الدجال ونزول عيسى عليه السلام وخروج يأجوج ومأجوج في زمن عيسى عليه السلام ودعائه عليهم وهلاكهم !

 

لكن غلام أحمد استغل هذا الأمر في أن يدعي أنه بنزول المسيح ستوضع الحرب بمعنى إلغاء الجهاد , وذلك كله خدمة لأتباع الدجال !

 

يقول غلام أحمد : " وإني لعلى يقين بأنه بقدر ما يكثر أتباعي يقل المعتقدون بمسألة الجهاد, فإنه مجرد الإيمان بي هو إنكار للجهاد " ( تبليغ الرسالة ج7 ص17 ).

 

ويقول أيضًا : " والمأمول من الحكومة أن تعامل هذه الأسرة ( يعني أسرته ) التي هى من غرس الإنجليز أنفسهم ومن صنائعهم بكل حزم واحتياط وتحقيق رعاية وتوصي رجال حكومتها أن تعاملني وجماعتي بعطف خاص ورعاية فائقة ..." ( تبليغ الرسالة ج 7 ص 19 – 25 " ) .

 

ويقول أيضًا : " لقد ألفت عشرات من الكتب العربية والفارسية والأردرية أثبت فيها أنه لا يحل الجهاد أصلاً ضد الحكومة الإنجليزية التي أحسنت إلينا , بل بالعكس من ذلك , يجب على كل مسلم أن يطيع هذه الحكومة بكل اخلاص , وقد انفقت على طبع هذه الكتب أموالاً كبيرة , وأرسلتها إلى البلاد الإسلامية ,وأنا عارف أن هذه البلاد ( الهند) وكون أتباعي جماعة تفيض قلوبهم اخلاصًا لهذه الحكومة والنصح لها , انهم على جانب عظيم من الإخلاص , وأنا أعتقد أنهم بركة لهذه البلاد . ومخلصون لهذه الحكومة ومتفانون في خدمتها " ( مقدمة الرسالة إلى الحكومة الإنجليزية ) .

 

ويقول أيضا : " لقد قضيت عمري في تأييد الحكومة الإنجليزية ونصرتها , وقد ألفت في منع الجهاد ووجوب طاعة أولى الأمر الإنجليز من الكتب والإعلانات والنشرات ما لو جمع بعضها إلى بعض لملأ خمسين خزانة , وقد نشرت جميع هذه الكتب في البلاد الإسلامية ومصر والشام وتركيا , وكان هدفي دائما أن يصبح المسلمون مخلصين لهذه الحكومة , وتمحى من قلوبهم قصص المهدي السفاك والمسيح السفاح والأحكام التي تبعث فيهم عاطفة الجهاد وتفسد قلوب الحمقى " ( ترياق القلوب ص 12 ) .

 

ويقول أيضا : " ها قد انتهت الحروب الدينية حسبما كان مذكورا في الأحاديث النبوية من أن المسيح إذا نزل وضع الحرب , وبناء عليه , فالقتال في سبيل الدين اليوم حرام , والذي يشهر السيف الآن باسم الدين ويسمي نفسه غازيا ويقتل الكفار , فإنما يعصي الله ورسوله " ( الخطبة الإلهامية ص 9 ) .

 

 

ويقول في موضع آخر : " لقد ألغي الجهاد في عصر المسيح الموعود إلغاء باتا , لقد آن أن تفتح أبواب السماء وقد عطل الجهاد في الأرض وتوقفت الحروب كما جاء في الأحاديث, إن الجهاد لدين يحرم في عهد المسيح " ( الأربعين ص 199 ) .

 

ثم لخص موقفه وموقف أتباعه من قضية الجهاد فقال : " إن الفرقة الإسلامية التي قلدني الله إمامتها وسيادتها , تمتاز بأنها لا ترى الجهاد بالسيف ولا تنتظره , بل إن الفئة المباركة لا تستحله سرا كان أم علانية وتحرمه تحريما باتا " ( الأربعين ص 11 ) .

 

ففي هذا الوقت العصيب الذي كانت تمر به الآمة الإسلامية التي كانت أحوج ما تكون إلى داعية يوحد شملها ويوحد صفوفها ضد العدو الغاصب , انبعث ذلك الصوت المميت القاتل لقوى الأمة , مطالبا بإبطال الجهاد بدلا من بعث الأمة وجمع شملها وتعبئتها ضد المعتدين !

 

ولقد عبر الزعيم الهندي نهرو عن الدور التخريبي الذي قام به الغلام وجماعته لخدمة الأهداف الإستعمارية حيث قال بعد عودته من بريطانيا : " إنني في سفري هذا أخذت درسا جديدا , وهو أننا إذا أردنا أن نضعف قوة بريطانيا في الهند علينا أن نضعف الجماعة القاديانية " ( د.أحمد عوف : القاديانية , الخطر الذي يهدد الإسلام ص 101 ) .

 

فكيف يكون هذا إمام أخر الزمان ؟ إنه إمام الذل والخيانة والنفاق !

 

3- ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في تتمة الحديث ما سيحدث في عهد عيسى عليه السلام : " ويفيض المال , حتى لا يقبله أحد " , وهذا من بركاته عليه السلام لخدمة مصالح المسلمين يومئذ , فهل رأينا هذا من غلام أحمد أم رأينا أنه يجمع المال ليعيش حياة الترف والبذخ لا لخدمة المصالح العامة للمسلمين ؟!

 

يقول غلام أحمد : " ولكن الله الذي يرفع الفقراء من الحضيض قد أخذ بيدي , وأنا أؤكد أن ما جاءني من الوارد ومن الإعانات والتبرعات إلى هذا الوقت لا يقل عن ثلاثمائة ألف روبية وربما يزيد على ذلك , وانهالت على الهدايا كأنها بحر تهيج فى كل آن أمواجًا ... كذلك تأتي لهذا العبد من كل طرف تحائف وهدايا وأموال , وأنواع لهذه الأشياء " (الإستفتاء ص25) .

 

ولقد كانت جماعته تقتطع من أموالها لإرسالها له , وقد شهد بذلك " سرور شاه القادياني" في كتابه " كشف الإختلاف " .

 

 

4- صفة عيسى عليه السلام التي جاءت في الأحاديث النبوية الشريفة تفيد أنه رجل , مربوع القامة , ليس بالطويل ولا بالقصير , أحمر , جعد , عريض الصدر سبط الشعر , كأنما يخرج من ديماس ( أي حمام ) له لِـمة ( أي شعره يجاوز شحمة أذنيه ) قد رجلَّها تملأ ما بين منكبيه .

 

أما غلام أحمد فحسبنا هذه الصورة له , فأجيبونا أيها القاديانية الغلامية , هل هذا ما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم ؟! ( نقلا عن موقع القاديانية على شبكة المعلومات الدولية ) .

 

5- ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في حديث النواس بن سمعان في صحيح مسلم أن المسيح عليه الصلاة والسلام : " ينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق , بين مهرودتين , واضعًا كفيه على أجنحة ملكين " , فهل نزل ميرزا غلام أحمد عند المنارة البيضاء شرقي دمشق على الوصف الذي بينه الذي لا ينطق عن الهوى ؟ أم أن دعوته كانت في قاديان بالهند ؟

 

6- لقد وردت أحاديث كثيرة فيها نزول المسيح عليه السلام , نزولاً حقيقًا لا مثيليًا , وأن النازل هو المسيح عيسى بن مريم الذي بشر بين بني إسرائيل لا غيره , وقد سرد أكثر هذه الأحاديث في ذلك ابن كثير رحمه الله في تفسيره لقول الله تبارك وتعالى : {وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً}النساء 159 , ومنها حديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة وفيه : فتح القسطنطينية ثم خروج الدجال , وبعده نزول عيسى وقت إقامة الصلاة .

 

          كما روى ابن ماجة عن أبي أمامة الباهلي أن أم شريك بنت أبي العكر سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المسلمين أثناء فتنة الدجال فقال صلى الله عليه وسلم : " هم يومئذ قليل وجلهم ببيت المقدس وإمامهم رجل صالح فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح إذ نزل عليهم عيسى بن مريم الصبح فرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقرى ليتقدم عيسى يصلي بالناس فيضع عيسى يده بين كتفيه ثم يقول له تقدم فصل فإنها لك أقيمت فيصلي بهم إمامهم " .

 

          وكذلك أيضًا ما رواه الإمام أحمد عن ابن مسعود وفيه : " أن الأنبياء تذاكروا الساعة فقال عيسى عليه السلام : أما وجبتها فلا يعلمها أحد إلا الله ذلك , وفيما عهد إلي ربي عز وجل أن الدجال خارج , ومعي قضيبان فإذا رآني ذاب كما يذوب الرصاص , فيهلكه الله حتى إن الحجر والشجر ليقول يا مسلم إن تحتي كافرًا فتعال فاقتله , فيهلكهم الله ثم يرجع الناس إلى بلادهم وأوطانهم قال فعند ذلك يخرج يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون فيطئون بلادهم لا يأتون على شيء إلا أهلكوه ولا يمرون على ماء إلا شربوه ثم يرجع الناس إلي

الكيان الصهيوني يبدأ في الترويج للقاديانية التي تدّعي الإسلام
أرسلت بواسطة admin في الثلاثاء 17 يونيو 2008 (2939 قراءة)
(أقرأ المزيد ... | التقييم: 5)
مقالات منوعة

الكيان الصهيوني يبدأ في الترويج للجماعة القاديانية التي تدعي الإسلام

 

 

  مفكرة الإسلام:

 

          بدأت الصحف العبرية في الترويج لأفكار ومعتقدات الجماعة المارقة عن الإسلام والمعروفة باسم الجماعة الإسلامية الأحمدية، وهي الأبعد عن الإسلام, خاصة وأن الجماعة لها مركز كبير في 'إسرائيل' بمدينة 'كبابير' بحيفا.

 

          وذكرت صحيفة 'معاريف' العبرية السبت في موقعها على الإنترنت، في تقرير لها بعنوان 'الإسلام ـ ليس مثلما كنتم تعتقدون'، قاصدة أن الصورة التي يعرفها الناس عن الإسلام وأنه دين تطرف وإرهاب وعنف ليست صحيحة كليةً, ومشيرة إلى أن هناك من يؤمنون بدين الإسلام، ولكن ليسوا متطرفين أو دعاة عنف.

 

          وذكرت الصحيفة أن تلك التيارات الدينية تدعو للسلام والتصالح بين الأديان والتسامح، مشيرة إلى أن إحدى تلك التيارات هي الجماعة الإسلامية الأحمدية التي ينتشر أتباعها في 'إسرائيل'، مشيرة إلى أن هؤلاء الأتباع عقدوا مؤخراً المؤتمر السنوي لهم لمناقشة مستقبل نشاطهم في المنطقة.

 

          وقالت 'معاريف': إن الطائفة الأحمدية تأسست في القرن التاسع عشر بمدينة 'قاديان' في الهند، وقد أسسها 'ميرزا غلام أحمد' ومن هنا جاء اسمها, حيث قدّم 'أحمد' نفسه نبياً ومسيحاً مخلصاً لأتباع الديانات السماوية المختلفة الذين ينتظرون ظهوره ومجيئه, وقالت: إنه يؤمن بأن رسالته تدعو لدخول الإنسانية جمعاء فيها والإيمان بدين واحد، حسبما ذكرت الصحيفة.

 

          وقالت الصحيفة: إن تلك الطائفة لديها نحو 150 مليون من الأتباع حول العالم، مشيرة إلى أن هؤلاء يرون أنفسهم مسلمون في كل شيء بل أنهم الأشخاص الذين يمثلون حقيقة الإسلام ويحاربون بشدة الإسلام السني، خاصة وأن هؤلاء يعتبرون أتباع الطائفة الأحمدية كفار ومسلمون حادوا عن الصراط المستقيم.

 

          وقالت الصحيفة إن زعيم الطائفة الأحمدية في 'إسرائيل' 'محمد شريف عودة' يسعى وبقوة منذ عدة سنوات لتقريب الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة من معتقدات الطائفة ودفعهم للإيمان بها.

 

          ونقلت الصحيفة عنه القول: إن هناك اهتمامًا كبيرًا من قِبل الفلسطينيين للتعرف على ما يدعو إليه منهج الطائفة الأحمدية، وذلك على الرغم من حملات المطاردة الشرسة التي نتعرض لها في الأراضي الفلسطينية، وما يقوم به قادة وزعماء السنّة هناك لترهيب الناس منا,على حد زعمه.

 

          وأوردت الصحيفة بعضاً مما ورد خلال المؤتمر السنوي للطائفة الأحمدية في 'إسرائيل'، مشيرة إلى أن العشرات من الفلسطينيين من الضفة الغربية وصلوا لحضور المؤتمر في 'إسرائيل'، وخلال انعقاده سأل فلسطيني من الضفة حول مشروعية الجهاد والمقاومة ضد 'إسرائيل' من وجهة النظر الأحمدية, وجاء رد رئيس الطائفة الأحمدية في مدينة طولكرم الفلسطينية 'هاني طاهر' بأن بدون أدنى شك فأن الإسلام يدعو للسلام وليس للحرب، وأن الإسلام لم يعترف بالجهاد إلا خلال وقت الحرب للدفاع، ولم يشرع من أجل المبادرة وبدء العدوان, على حد وصف الصحيفة.

 

القاديانية واستدلالهم بحديث( لا مهدي إلا عيسى)
أرسلت بواسطة admin في الثلاثاء 17 يونيو 2008 (2959 قراءة)
(أقرأ المزيد ... | التقييم: 5)
مقالات منوعة

القاديانية واستدلالهم بحديث { لا مهدي إلا عيسى } ؟

 

 

ما صحة هذا الحديث ( لا مهدي إلا عيسى ) ؟؟

 

قال الشيخ العلامة الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 175 ) : منكر . أخرجه ابن ماجه ( 2 / 495 ) و الحاكم ( 4 / 441 ) و ابن الجوزي في " الواهيات "( 1447 ) و ابن عبد البر في " جامع العلم " ( 1 / 155 ) و أبو عمرو الداني في" السنن الواردة في الفتن " ( 3 / 3 / 2 ، 4 / 9 / 1 ، 5 / 22 / 2 ) و السلفي في " الطيوريات " ( 62 / 1 ) و الخطيب ( 4 / 221 ) من طريق محمد بن خالد الجندي عن أبان بن صالح عن الحسن عن أنس مرفوعا بلفظ :" لا يزداد الأمر إلا شدة ، و لا الدنيا إلا إدبارا ، و لا الناس إلا شحا ، و لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس ، و لا مهدي إلا عيسى بن مريم "

 

قلت : و هذا إسناد ضعيف فيه علل ثلاث :

 

الأولى : عنعنة الحسن البصري ، فإنه قد كان يدلس .

 

الثانية : جهالة محمد بن خالد الجندي ، فإنه مجهول كما قال الحافظ في ( التقريب ) تبعاً لغيره كما يأتي .

 

الثالثة : الاختلاف في سنده .

 

قال البيهقي : قال أبو عبد الله الحافظ : محمد بن خالد مجهول و اختلفوا عليه في إسناده ، فرواه صامت بن معاذ قال : حدثنا يحيى بن السكن ، حدثنا محمد بن خالد... فذكره ، قال صامت : عدلت إلى الجند مسيرة يومين من صنعاء ، فدخلت على محدث لهم ، فوجدت هذا الحديث عنده عن محمد بن خالد عن أبان بن أبي عياش عن الحسن مرسلا ، قال البيهقي : فرجع الحديث إلى رواية محمد بن خالد الجندي و هو مجهول عن أبان أبي عياش ، و هو متروك عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم ، و هو منقطع ، و الأحاديث في التنصيص على خروج المهدي أصح البتة إسنادا ، نقله في " التهذيب " . و قال الذهبي في " الميزان " :(إنه خبر منكر ) ، ثم ساق الرواية الأخيرة عن ابن أبي عياش عن الحسن مرسلا ثم قال : فانكشف و وهى و قال الصغاني : موضوع كما في " الأحاديث الموضوعة " للشوكاني ( ص 195 ) و نقل السيوطي في " العرف الوردي في أخبار المهدي " ( 2 / 274 من الحاوي ) عن القرطبي أنه قال في " التذكرة " : إسناد ضعيف ، و الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في التنصيص على خروج المهدي من عترته من ولد فاطمة ثابتة أصح من هذا الحديث فالحكم بها دونه . و قد أشار الحافظ في " الفتح " ( 6 / 385 ) إلى رد هذا الحديث لمخالفته لأحاديث المهدي .و هذا الحديث تستغله الطائفة القاديانية في الدعوة لنبيهم المزعوم : ميرزا غلام أحمد القادياني الذي ادعى النبوة ، ثم ادعى أنه هو عيسى بن مريم المبشر بنزوله في آخر الزمان ، و أنه لا مهدي إلا عيسى بناء على هذا الحديث المنكر ، و قد راجت دعواه على كثيرين من ذوي الأحلام الضعيفة ، شأن كل دعوة باطلة لا تعدم من يتبناها و يدعو إليها ، و قد ألفت كتب كثيرة في الرد على هؤلاء الضلال ، و من أحسنها رسالة الأستاذ الفاضل المجاهد أبي الأعلى المودودى رحمه الله في الرد عليها ، و كتابه الآخر الذي صدر أخيرا بعنوان " البيانات " فقد بين فيهما حقيقة القاديانيين ، و أنهم مرقوا من دين المسلمين بأدلة لا تقبل الشك ، فليرجع إليهما من شاء .

 

( تنبيه ) قوله في هذا الحديث : " و لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس " هذه الجملة منه صحيحة ثابتة عنه صلى الله عليه وسلم من حديث عبد الله بن مسعود !خرجه مسلم و أحمد ..

 

انظر سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 175 ) لشيخنا الألباني رحمه الله .

 

 

طريق السلف

 

القاديانية ليست من الإسلام في شيء
أرسلت بواسطة admin في الثلاثاء 17 يونيو 2008 (2886 قراءة)
(أقرأ المزيد ... | التقييم: 5)
مقالات منوعة

القاديانية ليست من الإسلام في شيء

 

 

          جدد مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف فتواه بأن أتباع مذهب القاديانية ليسوا مسلمين، وأكد أن هذا المذهب لا علاقة لهم بالإسلام.. برغم التعديلات التي أدخلها أتباعه أنفسهم على تيار القاديانية من خلال كتاباتهم الجديدة.

 

          وأكد الأزهر في تقريره الذي أعدته لجنة العقيدة والفلسفة بمجمع البحوث -ولم ينشر من قبل-  أن عقيدة الأحمدية القاديانية من خلال كتاباتهم مخالفة لما علم من الدين بالضرورة.

 

          فيما صرح مصدر مسئول بالأزهر الشريف أن المجمع قام ببحث عقيدة القاديانية، وموقف الإسلام منها ومن أبتاعها؛ بناء على طلب القاديانيين أنفسهم.. حيث أصروا في أثناء زيارة سابقة لوفد الجماعة الإسلامية الأحمدية للأزهر الشريف على أهمية أن يعيد الأزهر رؤيته الخاصة في القاديانية، وأن يقوم بفحص كتبهم العقائدية؛ ليتبين بنفسه أن أتباع القاديانية ـ المتمركزين في إقليم بنجاب بالهند ـ مسلمون.. حسب تعبيرهم.

 

          وقد أسند المجمع إلى الدكتور عبد المعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية إعداد تقرير وافٍ عن عقيدة القاديانية بناء على منشورات مرسلة من نفس الطائفة، حيث صرح الدكتور بيومي بأنه تم التعامل مع منشورات القاديانية بالعدالة والموضوعية.

 

          وأضاف أنه بعد الفحص الدقيق لهذه الكتب، والذي استغرق أكثر من عام، تبين أن القاديانيين ليسوا مسلمين، وهو ما يؤكد ما ذهب إليه علماء الأزهر من قبل بأن هذه الفرقة مخالفة للشريعة الإسلامية، ولا تمت للإسلام بصلة.

 

نفس المخالفات

 

          وأشار الدكتور بيومي إلى أن الكتب التي أرسلتها الطائفة القاديانية تبين بوضوح نفس المخالفات السابقة التي تجعل أتباع القاديانية ليسوا مسلمين، ومنها أن "مرزا غلام أحمد" وهو مؤسس القاديانية تلقى من الوحي أكثر مما تلقاه محمد صلى الله عليه وسلم، وأن محمدا ليس خاتم الأنبياء بالمعنى المعروف الذي تصيبه اللغة العربية..

 

          ويضيف: "ويقولون إن ختم النبوة أي النبوة الناسخة كانت لمحمد صلى الله عليه وسلم، لكن نبوة ميرزا غلام أحمد لم تنسخ، فلا تعد مناقضة للآية الكريمة "مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رَّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا"!!

 

          وقد أوضح بيومي أن القاديانيين يخلطون بين النبوة والرسالة، وأن كل ما يقولونه في هذا الأمر مخالف لكل تعاليم الشريعة، ولنص صريح للقرآن الكريم في أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء.. وكذا قول النبي "ليس بيني وبين نزول عيسى نبي" أي نزول عيسى آخر الزمان.

 

          ولفت كذلك إلى أن أتباع القاديانية قاموا في كتبهم بتأويلات جديدة وباطلة، ويظنون أنهم بهذه التأويلات يمكن أن يزيفوا الوعي أو العقيدة الإسلامية، ويقول: "نحن نسألهم إذا كنتم تؤمنون بأن ميرزا غلام أحمد لم ينسخ الشريعة الإسلامية، وتثبتون له النبوة غير الناسخة لشريعة محمد، فلم لا تؤمنون بشريعة الرسول مباشرة؟!، ولماذا لا تصارحون الناس بإيمانكم بنبوة محمد مباشرة؟ ولماذا تجعلون ميرزا غلام أحمد نبيًّا؟!

 

قرار سابق

 

          وكان الأزهر الشريف قد أصدر قرارًا سابقًا بخصوص القاديانية في عهد الشيخ جاد الحق على جاد الحق شيخ الأزهر الراحل.. حيث قام مجمع البحوث الإسلامية وقتها بإصدار بيان توضيحي حول بعض العقائد التي تتخذ من الإسلام ستارًا لها ولا علاقة لها به، ومنها القاديانية.

 

          وقد أشار تقرير اعتمد عليه المجمع في إصدار قراره السابق إلى أن الناس تعتقد بأن القاديانية فرقة من فرق الإسلام، والقاديانيين يحاولون إشاعة ذلك؛ للدخول تحت مظلة المسلمين لحاجة في نفوسهم، مدعين أن الخلاف بينهم وبين المسلمين يقتصر على بعض المسائل الفرعية فقط.. وهو غير صحيح تماما.

 

          يذكر أن القاديانيين يعتقدون بأن الله تعالى يصوم ويصلي وينام ويصحو، ويصيب ويخطئ، ويجامع ويولد، وأن النبوة لم تختم بمحمد العربي صلى الله عليه وسلم.. بل النبوة جارية وأن غلام أحمد نبي الله، وهو أفضل المرسلين، كما يعتقدون أنهم أصحاب دين مستقل وشريعته شريعة مستقلة، وأن رفقاء غلام أحمد كالصحابة.

 

          كذلك فإنهم يعتقدون أن قرية قاديان التي ولد فيها قاديان غلام أحمد كالمدينة المنورة ومكة المكرمة، وأن أرضها أرض حرام، وأنها قطعة من الجنة، وأن الحج هو الحضور في المؤتمر السنوي في قاديان، وأن الجهاد ألغاه الله تعالى في عقيدة قاديان، وأن كل من لا يؤمن بغلام أحمد وبما قاله كافر مخلد في النار.

 

- موقف اللجنة الدائمة للبحوث و الإفتاء :

 

و كانت اللجنة الدائمة قد أفتت بأن هذه الفرقة خارجة عن مظلة الإسلام , و فيما يلي نص السؤال و الفتوى :

 

س : ما حكم الدين الجديد وأتباعه ؛ يعني ديناً يقال له : الأحمدية , يحذروا دواعيه الناس بالإحتفاظ سواء بشيء من آيات قرآنية أو من أسماء الله ويحرمون الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم , وأين منشأ هذا الدين ومتى , وما الحكم فيمن يرغبون عنه ؟.

 

ج : لقد صدر الحكم من حكومة الباكستان على هذه الفرقة بأنها خارجة عن الإسلام , وكذلك صدر من رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة الحكم عليها بذلك , ومن مؤتمر المنظمات الإسلامية المنعقد في الرابطة في عام 1394ھ , وقد نشر رسالة توضح مبدأ هذه الطائفة وكيف نشأت ومتى إلى غير ذلك مما يوضح حقيقتها , والخلاصة : أنها طائفة تدعي أن مرزاً غلام أحمد الهندي نبي يوحى إليه وأنه لا يصح إسلام أحد حتى يؤمن به , وهو من مواليد القرن الثالث عشر , وقد أخبر الله سبحانه في كتابه الكريم أن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين , وأجمع علماء المسلمين على ذلك , فمن ادعى أنه يوجد بعده نبي يوحى إليه من الله عز وجل فهو كافر لكونه مكذباً لكتاب الله عز وجل , ومكذباً للأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الدالة على أنه خاتم النبيين , ومخالفاً لإجماع الأمة .

 

وبالله التوفيق . وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

 

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

 

الرئيس : عبد العزيز بن عبد الله بن باز

 

نائب رئيس اللجنة : عبد الرزاق عفيفي

 

عضو : عبد الله بن غديان

 

عضو : عبد الله بن قعود

 

س : أرجو التكرم ببيان حكم الإسلام في جماعة القاديانية ونبيهم المزعوم غلام أحمد القادياني , كما أرجو التفضل بإرسال أي من الكتب التي تبحث في هذه الجماعة حيث إنني من المهتمين بدراستها ؟.

 

ج : ختمت النبوة بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم فلا نبي بعده ؛ لثبوت ذلك بالكتاب والسنة , فمن ادعى النبوة بعد ذلك فهو كذاب , ومن أولئك غلام أحمد القادياني , فدعواه النبوة لنفسه كذب , وما زعمه القاديانيون من نبوته فهو زعم كاذب . وقد صدر قرار من مجلس هيئة كبار العلماء بالمملكة باعتبار القاديانيين فرقة كافرة من أجل ذلك .

 

وبالله التوفيق . وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

 

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

 

الرئيس : عبد العزيز بن عبد الله بن باز

 

نائب رئيس اللجنة : عبدالرزاق عفيفي

 

عضو : عبدالله بن غديان

 

عضو : عبد الله بن قعود

 

س : ما الفرق بين المسلمين والأحمديين ؟.

 

ج : الفرق بينهما : أن المسلمين هم الذين يعبدون الله وحده ويتبعون رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم ويؤمنون بأنه خاتم الأنبياء ليس بعده نبي , أما الأحمديون الذين هم أتباع مرزاً غلام أحمد , فهم كفار ليسوا مسلمين ؛ لأنهم يزعمون أن مرزاً غلام أحمد نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم , ومن اعتقد هذه العقيدة فهو كافر عند جميع علماء المسلمين لقول الله سبحانه :{مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ}سورة الأحزاب (40) , ولما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( أنا خاتم النبيين لا نبي بعدي )) .

 

وبالله التوفيق . وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

 

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

 

الرئيس : عبد العزيز بن عبد الله بن باز

 

نائب رئيس اللجنة : عبد الرزاق عفيفي

 

عضو : عبد الله بن غديان

 

عضو : عبد الله بن قعود

 

- موقف مجمع الفقهي الإسلامي :

 

فقد أصدر المجمع بيانا حذر فيه من هذه الفرقة الضالة المنحرفة , و دعا علماء المسلمين للتصدي إلي معتقداتهم الباطلة و أفكارهم الهدامة.. و فيما يلي بيان المجمع :

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه. وبعد:

 

فقد استعرض مجلس المجمع الفقهي موضوع الفئة القاديانية، التي ظهرت في الهند في القرن الماضي(التاسع عشر الميلادي) والتي تسمى أيضًا ( الأحمدية )، ودرس المجلس نحلتهم التي قام بالدعوة إليها مؤسس هذه النحلة، ميرزا غلام أحمد القاديانى 1876م مدعيًا أنه نبي يوحى إليه، وأنه المسيح الموعود، وأن النبوة لم تختم بسيدنا محمد بن عبد الله رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم (كما هي عليه عقيدة المسلمين بصريح القرآن العظيم والسنة)، وزعم أنه قد نزل عليه، وأوحى إليه أكثر من عشرة آلاف آية، وأن من يكذبه كافر، وأن المسلمين يجب عليهم الحج إلى قاديان، لأنها البلدة المقدسة كمكة والمدينة، وأنها هي المسماة في القرآن بالمسجد الأقصى، كل ذلك مصرح به في كتابه الذي نشره بعنوان (براهين أحمدية) وفي رسالته التي نشرها بعنوان (التبليغ). واستعرض مجلس المجمع أيضًا، أقوال وتصريحات ميرزا بشير الدين بن غلام أحمد القاديانى وخليفته، ومنها ما جاء في كتابه المسمى (آينة صداقت) من قوله: إن كل مسلم لم يدخل في بيعة المسيح الموعود (أي والده ميرزا غلام أحمد) سواء سمع باسمه أو لم يسمع، هو كافر وخارج عن الإسلام (الكتاب المذكور صفحة 35). وقوله أيضًا في صحيفتهم القاديانية (الفضل) فيما يحكيه هو عن والده غلام أحمد نفسه أنه قال: إننا نخالف المسلمين في كل شيء: في الله، في الرسول، في القرآن، في الصلاة، في الصوم، في الحج، في الزكاة، وبيننا وبينهم خلاف جوهري في كل ذلك. صحيفة (الفضل) في 30 من تموز (يوليو) 1931م. وجاء أيضًا في الصحيفة نفسها(المجلد الثالث) ما نصه: إن ميرزا هو النبي محمد. زاعمًا أنه هو مصداق قول القرآن حكاية عن سيدنا عيسى عليه السلام: (وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ)[الصف:6]. (كتاب إنذار الخلافة ص12).

 

واستعرض المجلس أيضًا، ما كتبه ونشره العلماء والكتاب الإسلاميون الثقات عن هذه الفئة القاديانية الأحمدية لبيان خروجهم عن الإسلام خروجًا كليًّا. وبناء على ذلك اتخد المجلس النيابي الإقليمي لمقاطعة الحدود الشمالية في دولة باكستان قرارًا في عام 1974م بإجماع أعضائه، يعتبر فيه الفئة القاديانية بين مواطني باكستان أقلية غير مسلمة، ثم في الجمعية الوطنية (مجلس الأمة الباكستاني العام لجميع المقاطعات) وافق أعضاؤها بالإجماع أيضًا على اعتبار فئة القاديانية أقلية غير مسلمة. يضاف إلى عقيدتهم هذه، ما ثبت بالنصوص الصريحة من كتب ميرزا غلام أحمد نفسه، ومن رسائله الموجهة إلى الحكومة الإنكليزية في الهند، التي يستدرها، ويستديم تأييدها وعطفها من إعلانه تحريم الجهاد، وأنه ينفي فكرة الجهاد، ليصرف قلوب المسلمين إلى الإخلاص للحكومة الإنجليزية المستعمرة في الهند، لأن فكرة الجهاد التي يدين بها بعض جهَّال المسلمين، تمنعهم من الإخلاص للإنكليز. ويقول في هذا الصدد في ملحق كتابه (شهادة القرآن) [الطبعة السادسة ص17] ما نصه: أنا مؤمن بأنه كلما ازداد أتباعي وكثر عددهم، قل المؤمنون بالجهاد، لأنه يلزم من الإيمان بأني المسيح، أو المهدي إنكار الجهاد. تنظر رسالة الأستاذ الندوي نشر الرابطة (ص25) . وبعد أن تداول مجلس المجمع الفقهي في هذه المستندات وسواها من الوثائق الكثيرة، المفصحة عن عقيدة القاديانيين ومنشئها، وأسسها وأهدافها الخطيرة في تهديم العقيدة الإسلامية الصحيحة، وتحويل المسلمين عنها تحويلاً وتضليلاً، قرر المجلس بالإجماع: اعتبار العقيدة القاديانية المسماة أيضًا بالأحمدية، عقيدة خارجة عن الإسلام خروجًا كاملاً، وأن معتنقيها كفار مرتدون عن الإسلام، وأنَّ تظاهر أهلها بالإسلام إنما هو للتضليل والخداع، ويعلن مجلس المجمع الفقهي أنه يجب على المسلمين حكومات، وعلماء، وكتابًا ومفكرين، ودعاة وغيرهم مكافحة هذه النحلة الضالة وأهلها في كل مكان من العالم..... وبالله التوفيق.

 

شبكة طريق السلف

القاديانية في ميزان الإسلام
أرسلت بواسطة admin في الثلاثاء 17 يونيو 2008 (3357 قراءة)
(أقرأ المزيد ... | التقييم: 0)
مقالات منوعة

القاديانية في ميزان الإسلام

 

الشيخ محمد صالح المنجد

 

السؤال:

 

أنا شخص غير قادياني واعلم أنهم يؤمنون بوجود نبي بعد محمد - عليه السلام -، فهل هم خارج الإسلام؟ أنا اعتقد أنهم خارج الإسلام وأتصرف معهم على هذا الأساس.

 

الجواب:

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين: وبعد

 

- التعريف:

 

القاديانية حركة نشأت سنة 1900م بتخطيط من الاستعمار الإنجليزي في القارة الهندية، بهدف إبعاد المسلمين عن دينهم وعن فريضة الجهاد بشكل خاص، حتى لا يواجهوا الاستعمار باسم الإسلام، ولكن لسان حال هذه الحركة هو مجلة الأديان التي تصدر باللغة الإنجليزية.

 

- التأسيس وأبرز الشخصيات:

 

          - كان مرزا غلام أحمد القادياني 1839 - 1908م أداة التنفيذ الأساسية لإيجاد القاديانية. وقد ولد في قرية قاديان من بنجاب في الهند عام 1839م، وكان ينتمي إلى أسرة اشتهرت بخيانة الدين والوطن، وهكذا نشأ غلام أحمد وفيا للاستعمار مطيعا له في كل حال، فاختير لدور المتنبئ حتى يلتف حوله المسلمون وينشغلوا به عن جهاد الاستعمار الإنجليزي، وكان للحكومة البريطانية إحسانات كثيرة عليهم، فأظهروا الولاء لها، وكان غلام أحمد معروف عند أتباعه باختلال المزاج وكثرة الأمراض وإدمان المخدرات.

 

          - وممن تصدى له ولدعوته الخبيثة، الشيخ أبو الوفا ثناء الأمرتسري أمير جمعية أهل الحديث في عموم الهند، حيث ناظره وأفحم حجته، وكشف خبث طويته وكفر وانحراف نحلته. ولما لم يرجع غلام أحمد إلى رشده باهَلَه الشيخ أبو الوفا على من يموت الكاذب منهما في حياة الصادق، ولم تمر سوى أيام قلائل حتى هلك المرزا غلام احمد القادياني في عام 1908م مخلفا أكثر من خمسين كتابا ونشرة ومقالا، ومن أهم كتبه: إزالة الأوهام، إعجاز أحمدي، براهين أحمدية، أنوار الإسلام، إعجاز المسيح، التبليغ، تجليات إلهية.

 

          - نور الدين: الخليفة الأول للقاديانية، وضع الإنجليز تاج الخلافة على رأسه فتبعه المريدون. من مؤلفاته: فصل الخطاب.

 

          - محمد علي وخوجة كمال الدين: أميرا القاديانية اللاهورية، وهما مُنظِّرا القاديانية وقد قدَّم الأول ترجمة محرفة للقرآن الكريم إلى الإنجليزية ومن مؤلفاته: حقيقة الاختلاف، النبوة في الإسلام، والدين الإسلامي. أما خوجة كمال الدين فله كتاب: المثل الأعلى في الأنبياء وغيره من الكتب، وجماعة لاهور هذه الأحمدية تنظر إلى غلام أحمد ميرزا على أنه مجدد فحسب، لكنهما يعتبران حركة واحدة تستوعب الأولى ما ضاقت به الثانية والعكس.

 

          - محمد علي: أمير القاديانية اللاهورية، وهو مُنظِّر القاديانية وجاسوس الاستعمار والقائم على المجلة الناطقة باسم القاديانية، قدم ترجمة محرفة للقرآن إلى الإنجليزية. من مؤلفاته: حقيقة الاختلاف، النبوة في الإسلام. على ما تقدم.

 

          - محمد صادق: مفتي القاديانية، من مؤلفاته: خاتم النبيين.

 

          - بشير أحمد بن الغلام : من مؤلفاته سيرة المهدي ، كلمة الفصل .

 

          - محمود أحمد بن الغلام وخليفته الثاني: من مؤلفاته أنوار الخلافة، تحفة الملوك، حقيقة النبوة.

 

          - كان لتعيين ظفر الله خان القادياني كأول وزير للخارجية الباكستانية أثر كبير في دعم هذه الفرقة الضالة حيث خصص لها بقعة كبيرة في إقليم بنجاب لتكون مركزا عالميا لهذه الطائفة وسموها ربوة استعارة من نص الآية القرآنية: { وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين } سورة المؤمنون الآية 50.

 

- الأفكار والمعتقدات:

 

- بدأ غلام أحمد نشاطه كداعية إسلامي حتى يلتف حوله الأنصار ثم ادعى أنه مجدد ومُلهَم من عند الله، ثم تدرج خطوة أخرى فادعى أنه المهدي المنتظر والمسيح الموعود، ثم ادعى النبوة وزعم أن نبوته أعلى وأرقى من نبوة سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -.

 

- يعتقد القاديانيون أن الله يصوم ويصلي وينام ويصحو ويكتب ويخطئ ويجامع - تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا -.

 

- يعتقد القادياني أن إلهه إنجليزي لأنه يخاطبه بالإنجليزية.

 

- يعتقد القاديانية أن النبوة لم تختم بمحمد - صلى الله عليه وسلم - بل هي جارية، والله يرسل الرسول حسب الضرورة، وأن غلام أحمد هو أفضل الأنبياء جميعا.

 

- يعتقدون أن جبريل كان ينزل على غلام أحمد وأنه كان يوحى إليه، وأن إلهاماته كالقرآن.

 

- يقولون لا قرآن إلا الذي قدمه المسيح الموعود ( الغلام )، ولا حديث إلا ما يكون في ضوء تعاليمه، ولا نبي إلا تحت سيادة غلام أحمد.

 

- يعتقدون أن كتابهم منزل واسمه الكتاب المبين وهو غير القرآن الكريم.

 

- يعتقدون أنهم أصحاب دين جديد مستقل وشريعة مستقلة وأن رفاق الغلام كالصحابة.

 

- يعتقدون أن قاديان كالمدينة المنورة ومكة المكرمة بل وأفضل منهما وأرضها حرم وهي قبلتهم وإليها حجهم.

 

- نادوا بإلغاء عقيدة الجهاد، كما طالبوا بالطاعة العمياء للحكومة الإنجليزية؛ لأنها حسب زعمهم ولي الأمر بنص القرآن.

 

- كل مسلم عندهم كافر حتى يدخل في القاديانية، كما أن من زوج أو تزوج من غير القاديانيين فهو كافر.

 

- يبيحون الخمر والأفيون والمخدرات والمسكرات.

 

- الجذور الفكرية والعقائدية:

 

- كانت حركة سير سيد أحمد خان التغريبية قد مهدت لظهور القاديانية بما بثته من الأفكار المنحرفة.

 

- استغل الإنجليز هذا الظرف فصنعوا الحركة القاديانية واختاروا لها رجلا من أسرة عريقة في العمالة.

 

- في عام 1953م قامت ثورة شعبية في باكستان طالبت بإقالة ظفر الله خان وزير الخارجية حينئذ واعتبار الطائفة القاديانية أقلية غير مسلمة، وقد استشهد فيها حوالي العشرة آلاف من المسلمين ونجحوا في إقالة الوزير القادياني.

 

- وفي شهر ربيع الأول عام 1394هـ الموافق إبريل 1974م انعقد مؤتمر كبير برابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة وحضره ممثلون للمنظمات الإسلامية العالمية من جميع أنحاء العالم، وأعلن المؤتمر كفر هذه الطائفة وخروجها عن الإسلام، وطالب المسلمين بمقاومة خطرها وعدم التعامل مع القاديانيين وعدم دفن موتاهم في قبور المسلمين.

 

- قام مجلس الأمة في باكستان ( البرلمان المركزي ) بمناقشة زعيم الطائفة مرزا ناصر أحمد والرد عليه من قبل الشيخ مفتي محمود - رحمه الله -. وقد استمرت هذه المناقشة قرابة الثلاثين ساعة عجز فيها ناصر أحمد عن الإجابة وانكشف النقاب عن كفر هذا الطائفة، فأصدر المجلس قرارا باعتبار القاديانية أقلية غير مسلمة

 

- من موجبات كفر الميرزا غلام أحمد الآتي:

 

- ادعاؤه النبوة.

 

- نسخه فريضة الجهاد خدمة للاستعمار.

 

- إلغاؤه الحج إلى مكة وتحويله إياه إلى قاديان.

 

- تشبيهه الله تعالى بالبشر.

 

- إيمانه بعقيدة التناسخ والحلول.

 

- نسبته الولد إلى الله تعالى وادعاؤه أنه ابن الإله.

 

- إنكاره ختم النبوة بمحمد - صلى الله عليه وسلم - وفتح بابها لكل من هب ودب.

 

- للقاديانية علاقات وطيدة مع إسرائيل؛ وقد فتحت لهم إسرائيل المراكز والمدارس، ومكنتهم من إصدار مجلة تنطق باسمهم وطبع الكتب والنشرات لتوزيعها في العالم.

 

- تأثرهم بالمسيحية واليهودية والحركات الباطنية واضح في عقائدهم، وسلوكهم، رغم ادعائهم الإسلام ظاهريا.

 

- الانتشار ومواقع النفوذ:

 

- معظم القاديانيين يعيشون الآن في الهند وباكستان، وقليل منهم في إسرائيل والعالم العربي، ويسعون بمساعدة الاستعمار للحصول على المراكز الحساسة في كل بلد يستقرون فيه.

 

- وللقاديانيين نشاط كبير في أفريقيا، وبعض الدول الغربية، ولهم في أفريقيا وحدها ما يزيد عن خمسة آلاف مرشد وداعية متفرغين لدعوة الناس إلى القاديانية، ونشاطهم الواسع يؤكد دعم الجهات الاستعمارية لهم.

 

- هذا وتحتضن الحكومة الإنجليزية هذا المذهب وتسهل لأتباعه التوظف بالدوائر الحكومية العالمية في إدارات الشركات والمفوضيات وتتخذ منهم ضباطا من رتب عالية في مخابراتها السرية.

 

- نشط القاديانيون في الدعوة إلى مذهبهم بكافة الوسائل وخصوصا الثقافية منها حيث أنهم مثقفون ولديهم كثير من العلماء والمهندسين والأطباء. ويوجد في بريطانيا قناة فضائية باسم التلفزيون الإسلامي يديرها القاديانية.

 

- ويتضح مما سبق:

 

أن القاديانية دعوة ضالة، ليست من الإسلام في شيء، وعقيدتها تخالف الإسلام في كل شيء، وينبغي تحذير المسلمين من نشاطهم، بعد أن أفتى علماء الإسلام بكفرهم.

 

للتوسع مراجعة : القاديانية لإحسان إلهي ظهير

 

المرجع : الموسوعة الميسرة في الأديان المذاهب والأحزاب المعاصرة للدكتور مانع بن حماد الجهني 1 / 419 - 423

 

وقد جاء في قرارات مجمع الفقه الإسلامي ما يلي:

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين

 

إن مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي في دورة انعقاد مؤتمر الثاني بجدة من 10 – 16 ربيع الآخر 1406هـ، الموافق 22 – 28 كانون الأول ( ديسمبر ) 1985م،

 

بعد أن نظر في الاستفتاء المعروض عليه من مجلس الفقه الإسلامي في كيبتاون بجنوب إفريقيا بشأن الحكم في كل من القاديانية والفئة المتفرعة عنها التي تدعي اللاهورية، من حيث اعتبارهما في عداد المسلمين أو عدمه، وبشأن صلاحية غير المسلم للنظر في مثل هذه القضية،

 

وفي ضوء ما قدم لأعضاء المجمع من أبحاث ومستندات في هذا الموضوع عن ميرزا غلام أحمد القادياني الذي ظهر في الهند في القرن الماضي وإليه تنسب نحلة القاديانية واللاهورية،

 

وبعد التأمل فيما ذكر من معلومات عن هاتين النحلتين وبعد التأكد من أن ميرزا غلام أحمد قد أدعى النبوة بأنه نبي مرسل يوحى إليه، وثبت عنه هذا في مؤلفاته التي ادعى أن بعضها وحي أنزل عليه، وظل طيلة حياته ينشر هذه الدعوة ويطلب إلى الناس في كتبه وأقواله الاعتقاد بنبوته ورسالته، كما ثبت عنه إنكار كثير مما علم من الدين بالضرورة كالجهاد،

 

وبعد أن اطلع المجمع أيضا على ما صدر عن المجمع الفقهي بمكة المكرمة في الموضوع نفسه،

 

قرر ما يلي:

 

أولاً: أن ما ادعاه ميرزا غلام أحمد من النبوة والرسالة ونزول الوحي عليه إنكار صريح لما ثبت من الدين بالضرورة ثبوتاً قطعياً يقينياً من ختم الرسالة والنبوة بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه لا ينزل وحي على أحد بعده. وهذه الدعوى من ميرزا غلام أحمد تجعله وسائر من يوافقونه عليها مرتدين خارجين عن الإسلام. وأما اللاهورية فإنهم كالقاديانية في الحكم عليهم بالردة، بالرغم من وصفهم ميرزا غلام أحمد بأنه ظل وبروز لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

 

ثانياً: ليس لمحكمة غير إسلامية، أو قاض غير مسلم، أن يصدر الحكم بالإسلام أو الردة، ولا سيما فيما يخالف ما أجمعت عليه الأمة الإسلامية من خلال مجامعها وعلمائها، وذلك لأن الحكم بالإسلام أو الردة، لا يقبل إلا إذا صدر عن مسلم عالم بكل ما يتحقق به الدخول في الإسلام، أو الخروج منه بالردة، ومدرك لحقيقة الإسلام أو الكفر، ومحيط بما ثبت في الكتاب والسنة والإجماع: فحكم مثل هذه المحكمة باطل.

 

والله أعلم ؛؛         - مجلة المجمع: ( العدد الثاني، ج1، ص 209 ).

 

القاديانية في خدمة الغرب وإسرائيل
أرسلت بواسطة admin في الثلاثاء 17 يونيو 2008 (3065 قراءة)
(أقرأ المزيد ... | 38122 حرفا زيادة | التقييم: 5)
مقالات منوعة

القاديانية في خدمة الغرب وإسرائيل

 

أحمد أبو زيد

 

ظهرت الحركة بتخطيط من الاستعمار الإنجليزي في القارة الهندية، بهدف إبعاد المسلمين عن دينهم، وعن فريضة الجهاد بصورة خاصة.

 

(غلام أحمد) زعم أنه المهدي المنتظر والمسيح الموعود، ثم ادَّعى النبوة، وزعم أنَّ نبوَّته أعلى وأرقى من نبوة سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم.

 

يعتقد (القادياني) أن النبوة لم تختم بمحمد - صلى الله عليه وسلم - بل هي جارية، والله يرسل الرسول حسب الضرورة.

 

(غلام أحمد) في نظرهم هو أفضل الأنبياء جميعاً، ويعتقدون أنه كان يوحى إليه، وأن إلهاماته كالقرآن.

 

يعتقدون أنهم أصحاب دين جديد وشريعة مستقلة، وأن رفاق (الغلام) كالصحابة، وأن (قاديان) كالمدينة المنورة ومكة المكرمة؛ بل وأفضل منهما!! وأرضها حَرَمٌ، وهي قبلتهم، وإليها حجُّهم.

 

نادوا بإلغاء الجهاد، وطالبوا بالطاعة العمياء للحكومة الإنجليزية؛ لأنها - حسب زعمهم - ولي الأمر بنصِّ القرآن، وكل مسلم عندهم كافر حتى يدخل في القاديانية.

 

المملكة العربية السعودية تمنع دخولهم إلى أراضيها، بسبب فكرهم المنحرف وكفرهم البائن، وهذا ما أفتى به (مجمع الفقه الإسلامي) بمكة المكرمة.

 

*    *    *

 

          لا أحد ينكر أن الفرق الضالة هي بمثابة مرض سرطاني خبيث في جسد الأمة الإسلامية، وخاصةً تلك الفرق التي ارتمت في أحضان الاستعمار، ونشأت وعملت تحت رعايته ومباركته ودعمه، وهي لا تزيد عن كونها (طابور خامس) في الأمة، وشر مستطير على العقيدة والدين وحاضر الأمة ومستقبلها.

 

          ومن هذه الفرق (الطائفة القاديانية) التي تقبع في باكستان، وينتشر أفرادها في العديد من دول العالم، وخاصةً بريطانيا، وتعلن عن نفسها بين الحين والآخر، محاولةً القيام بعمليات تخريبية في العالم الإسلامي، ونشر أفكارها ومعتقداتها الضالة، وأذكر أننا قد سمعنا منذ عامين عن تلك المحاولات التي جرت قبل موسم الحج، وتمثلت في سعي 1700 من حملة الفكر القادياني لدخول المملكة العربية السعودية كحجاج؛ لنشر أفكارهم ومعتقداتهم بين جموع الحجيج، وهي المؤامرة التي دبرها قادة الفكر القادياني في باكستان بمساعدة من الحكومة الباكستانية.

 

          والمؤامرة كانت تقضي بإلغاء الحكومة الباكستانية قبيل موسم الحج تحديد هُويَّة مذاهب مواطنيها بجوازات السفر؛ لكي يتمكن القاديانيون من دخول الأراضي المقدسة، ولكنها باءت بالفشل بعد أن كشفت عنها الصحف الباكستانية ذاتها؛ حيث إن جموع الشعب الباكستاني المسلم يرفضون الفكر القادياني، وسبق أن أصدر البرلمان الباكستاني قراراً في سبعينيات القرن العشرين باعتبار القاديانية فرقة خارجة عن الدين.

 

          ومن المعروف أن الحكومة السعودية قد منعت - منعاً باتّاً - دخولَ القاديانيين إلى أراضيها؛ بسبب فكرهم المنحرف وكفرهم البائن، فقد أفتى المجمع الفقهي التابع لـ (رابطة العالم الإسلامي) بكفرهم؛ لفساد عقيدتهم، وإن تشابهت أسماؤهم مع أسماء المسلمين.

 

معتقدات فاسدة:

 

والقاديانية: حركةٌ دينيةٌ نشأت عام 1900م بإقليم (البنجاب) بالهند - باكستان حالياً - وأُطلق عليها (الأحمدية) أيضاً، نسبةً إلى مؤسسها (ميرزا غلام أحمد)، وتسميتها بـ (القاديانية) نسبةً إلى (قاديان)، وهي قرية تقع بإقليم (البنجاب)، وتبعد بنحو ستين ميلاً عن (لاهور)، وهي التي ولد فيها مؤسس هذه الحركة عام 1839م.

 

وقد ظهرت هذه الحركة بتخطيط من الاستعمار الإنجليزي في القارة الهندية، بهدف إبعاد المسلمين عن دينهم، وعن فريضة الجهاد بصورة خاصة، حتى لا يواجهوا الاستعمار باسم الإسلام، وكان لسان حال هذه الحركة هو "مجلة الأديان" التي تصدر باللغة الإنجليزية.

 

واعتُبر (مرزا غلام أحمد القادياني) أداة التنفيذ الأساسية لإيجاد القاديانية، وهو ينتمي إلى أسرة اشتهرت بخيانة الدين والوطن، ولذلك نشأ وفيّاً للاستعمار، مطيعاً له في كل حال، فاختير لدور المتنبئ؛ حتى يلتفَّ حوله المسلمون، وينشغلوا به عن جهاد الاستعمار الإنجليزي، وكان للحكومة البريطانية إحسانات كثيرة عليهم، فأظهروا الولاء لها، وكان (غلام أحمد) معروفاً عند أتباعه باختلال المزاج، وكثرة الأمراض، وإدمان المخدرات!

 

مؤامرة على الإسلام

 

          وهذه الفرقة في حقيقتها مؤامرة دينية وسياسية على الإسلام، احتضنها الإنجليز عندما استعمروا الهند، وتغلغلت بين صفوف المسلمين، وبدأت توجِّه دعوتها إلى البلاد العربية؛ فظهرت في سوريا والعراق وأندونيسيا، وكانت تتمنى بإلحاح وجود مَنْ يصغي لها في الجزيرة العربية والخليج، ولم تستطع في ذلك الوقت، وبرزت القاديانية كعميل قوي للإنجليز باسم الإسلام.

 

          لقد حققت بريطانيا بهذا المذهب فتناً عظيمةً بين المسلمين، لا يزال المسلمون يعانونها؛ حيث فرَّقت كلمتهم، وأوجدت عملاء في كل بلد إسلامي من أبناء ذلك البلد.

 

          لقد وجدت بريطانيا أنَّ القاديانيين خير من يحقِّق مآربهم، ويخون أمته الإسلامية التي ينتسب إليها.

 

          وسارت القاديانية على خُطا مرسومة لها من قبل الإنجليز، فها هو (القادياني) يقول: "لقد قضيتُ عمري في تأييد الحكومة الإنجليزية ونصرتها، وقد ألَّفتُ في منع الجهاد ووجوب الطاعة لأولي الأمر الإنجليز من الكتب والإعلانات والنشرات ما لو جُمع بعضها على بعض لملأ خمسين خزانة!! وقد نشرت جميع هذه الكتب في البلاد العربية ومصر والشام وتركيا، وكان هدفي - دائماً - أن يصبح المسلمون مخلصين لهذه الحكومة، وأن تمحى من قلوبهم عاطفة الجهاد التي تفسد قلوب الحمقى"!!

 

          وقال - أيضاً -: "لقد ظللتُ منذ حداثة سني - وقد ناهزتُ اليوم الستين - أجاهدُ بقلمي ولساني لأصرف قلوب المسلمين إلى الإخلاص للحكومة الإنجليزية، ولأُلغي فكرة الجهاد التي يدين بها بعض جهَّالهم، التي تمنعهم من الإخلاص لهذه الحكومة، وأرى أن كتاباتي قد أثّرت في قلوب المسلمين، وأحدثت تحوُّلاً في مئات الآلاف منهم".

 

          وكان (القادياني) شديد المقت لأهل السنة والجماعة؛ فقد رأى أن الثورات التي يقومون بها ضد المستعمرين من فعل العقول الجامدة والحماقة، وكان يثبِّطهم بكل ما لديه من قوة وحيلة لمنعهم من جهاد الغزاة، ويصيح فيهم: "إن الجهاد حرام، ويجب تركه والتسليم للحكومة التي أمر الله بطاعتها".

 

          وقال – أيضاً -: "و والله إنَّا رأينا تحت ظلِّها أمناً لا يُرجى من حكومة الإسلام في هذه الأيام، ولذلك لا يجوز عندنا أن يُرفع عليهم السيف بالجهاد، وحرامٌ على جميع المسلمين أن يحاربوهم؛ ذلك بأنهم أحسنوا إلينا بأنواع الامتنان".

 

          ثم يهاجمون من يقول عنهم إنهم يلغون فكرة الجهاد، فيقولون: إن (القادياني) والقاديانيين لا يلغون فكرة الجهاد، وإن الجهاد الذي يزعمون إلغائه ليس هو جهاد الكفار، إنما ذلك الجهاد الذي يوحي أنَّ الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان جباراً يقتل الناس؛ لأن الإسلام يلغي اعتناق الدين خوفاً وطمعاً؛ بل إن الإسلام هو أول دين يقرُّ حرية العقيدة".

 

          ثم يقررون أنَّ الحروب الدينية لا تجوز إلا مع من يمنع المسلمين من قول ربنا الله، وأن مثل هذه الحروب لا تهدف لهدم المعابد والكنائس؛ بل ترمي للدفاع عن سائر الملل والأديان، والحفاظ على معابدها، وأن الجهاد لمحاربة من يرغم المسلمين على الارتداد عن الإسلام، فمحاربة أحد على غير هذه الجرائم لا يجوز مطلقاً.

 

إله (القادياني) إنجليزي!!

 

          وإذا نظرنا إلى أفكار القاديانية ومعتقداتها الضالَّة، نجد أن (غلام أحمد) بدأ نشاطه كداعية إسلامي؛ حتى يلتفَّ حوله الأنصار، ثم ادَّعى أنَّه مجدِّدٌ ومُلهَمٌ من عند الله، ثم تدرَّج خطوةً أخرى؛ فادَّعى أنه المهدي المنتظر والمسيح الموعود، ثم ادَّعى النبوَّة، وزعم أنَّ نبوَّته أعلى وأرقى من نبوة سيدنا - محمد صلى الله عليه وسلم!!

 

          ويعتقد القاديانيون أن الله يصوم ويصلي، وينام ويصحو، ويكتب ويخطئ ويجامع!!! - تعالى الله عما يقولون علوّاً كبيراً - كما يعتقد القادياني أن إلهه إنجليزي؛ لأنه يخاطبه بالإنجليزية، وأن النبوة لم تختم بمحمد - صلى الله عليه وسلم - بل هي جاريةٌ، والله يرسل الرسول حسب الضرورة، وأن (غلام أحمد) هو أفضل الأنبياء جميعاً!!

 

          ويعتقدون أن جبريل كان ينزل على (غلام أحمد)، وأنه كان يوحي إليه، وأن إلهاماته كالقرآن، ويقولون: لا قرآن إلا الذي قدمه المسيح الموعود (الغلام)، ولا حديث إلا ما يكون في ضوء تعاليمه، ولا نبي إلا تحت سيادة (غلام أحمد).

 

 

          ويعتقدون أن كتابهم منزَّل، واسمه (الكتاب المبين)، وهو غير القرآن الكريم، وأنهم أصحاب دين جديد مستقل وشريعة مستقلة، وأن رفاق (الغلام) كالصحابة، وأن (قاديان) كالمدينة المنورة ومكة المكرمة؛ بل وأفضل منهما!! وأرضها حَرَمٌ، وهي قِبلتهم وإليها حجُّهم، ونادوا بإلغاء عقيدة الجهاد، كما طالبوا بالطاعة العمياء للحكومة الإنجليزية؛ لأنها - حسب زعمهم - ولي الأمر بنصِّ القرآن!! وكل مسلم عندهم كافر حتى يدخل في القاديانية، كما أن من زوَّج أو تزوَّج من غير القاديانيين فهو كافر، ويبيحون الخمر والأفيون والمخدرات والمسكرات!!!

 

          وممن تصدى له ولدعوته الخبيثة: الشيخ (أبو الوفا ثناء الأمرتسري) أمير (جمعية أهل الحديث) في عموم الهند؛ حيث ناظره وأفحم حجَّته، وكشف خبث طويَّته، وكفر وانحراف نحلته، ولمَّا لم يرجع غلام أحمد إلى رشده؛ باهله الشيخ (أبوالوفا) على أن يموت الكاذب منهما في حياة الصادق، ولم تمر سوى أيام قلائل حتى هلك (المرزا غلام أحمد القادياني) في عام 1908م؛ مخلِّفاً أكثر من خمسين كتاب ونشرة ومقال، ومن أهم كتبه: "إزالة الأوهام"، "إعجاز أحمدي"، "براهين أحمدية"، "أنوار الإسلام"، "إعجاز المسيح"، "التبليغ"، "تجليات إلهية".

 

          وبعد موت (ميرزا غلام أحمد) في 1908؛ خلفه في رئاسة الحركة (الحكيم نور الدين)، وهو الخليفة الأول للقاديانية؛ حيث وضع الإنجليز تاج الخلافة على رأسه؛ فتبعه المريدون، وقد قدَّم ترجمةً محرَّفةً للقرآن الكريم إلى الإنجليزية، ومن مؤلفاته "حقيقة الاختلاف"، "النبوة في الإسلام"، و"الدين الإسلامي" و"فصل الخطاب"، وبعده انقسمت الحركة إلى شعبتين:

 

الأولى: تزعمها "بشير الدين محمود بن غلام أحمد"، وهى شعبة (قاديان)، وقد حافظ المنتسبون إلى هذه الشعبة على أفكار (ميرزا غلام أحمد) وتشدَّدوا في تنفيذها حرفيّاً.

 

الثانية: تزعمها "محمد علي اللاهوري" وهي شعبة (لاهور)، وتعرف بـ (الأحمدية)،

 

 ومن معتقداتهم:

 

1- عدم إنكار إلهامات (ميرزا غلام أحمد)، إلا أنهم أنكروا ادعاءه النبوة، وفسروا ما ورد عنه من نصوص في هذا الصدد بأنها (تعبيرات مجازية).

 

2- تحاشوا تسمية المسلمين الذين لم يؤمنوا بدعوتهم كفاراً، ولكنهم أطلقوا عليهم اسم (الفاسقين).

 

ويطلق على هاتين الشعبتين (شعبة قاديان، شعبة لاهور) الحركة الأحمدية، ولهما نشاطٌ واسعٌ في كثير من أقطار الأرض، يتمثل في بناء المساجد، وإنشاء المراكز الثقافية.

 

القاديانية تسعى لنشر دينها في أوروبا
أرسلت بواسطة admin في الثلاثاء 17 يونيو 2008 (2609 قراءة)
(أقرأ المزيد ... | التقييم: 0)
مقالات منوعة

القاديانية تسعى لنشر "دينها" في أوربا

 

 

مفكرة الإسلام:

 

           بعد أن لاقت رفض أبناء الإسلام في مختلف دول العالم العربي والإسلامي، تسعى الطائفة الأحمدية "القاديانية"، لإيجاد أرض جديدة لها بأوربا.

 

ورغبة في تحقيق هذا الهدف، قامت الطائفة بوضع حجر الأساس، لأول مسجد لها في الشطر الشرقي من العاصمة الألمانية، فيما واصل السكان احتجاجهم الرافض لبناء المسجد، لعدم وجود أتباع للطائفة بالمنطقة التي سيقام عليها المسجد.

 

وبحسب صحيفة المصريون الإلكترونية، يتكون بناء المسجد من طابقين، ويبلغ ارتفاع مئذنته 12 مترًا، ومخصص لأتباع الطائفة الأحمدية، في منطقة صناعية سابقة، بضاحية "هاينرسدورف".

 

وذكرت الطائفة - التي تأسست في نهاية القرن التاسع عشر - أنها سعت لبناء مسجد جديد، بسبب تزايد عدد أتباعها، بصورة لم يعد مركزها الحالي الكائن في ضاحية "راينكيندوف" غربي "برلين" كافيًا لاستيعابهم .

 

يذكر أن منظمة "هيومان رايتس ووتش" قد دعت السعودية إلى وقف حملة الاعتقالات، والترحيل، التي تشنها ضد أتباع الطائفة الأحمدية، بسبب نشرهم لأفكار، يرفضها الاعتقاد الإسلامي.

 

وجدير بالذكر أن "القاديانية" دين مُخْتَرَعٌ جديد، ظهر أواخر القرن التاسع عشر الميلادي بقاديان، إحدى قرى البنجاب الهندية، وحظي بمباركة ورعاية الاحتلال الإنجليزي، وفيه يعتقد القاديانية بتناسخ الأرواح، وأن الله يصوم، ويصلي، وينام، ويخطيء - تعالى الله عن قولهم علوًا كبيرًا.

 

القاديانية الأحمدية
أرسلت بواسطة admin في الثلاثاء 17 يونيو 2008 (2945 قراءة)
(أقرأ المزيد ... | التقييم: 0)
مقالات منوعة

القاديانية الأحمدية

 

 

          سبحان من سير أقدام الأنام إلى ما مضى في سابق علمه، و يسر للأنسان الإقدام على محتم قضائه و حكمه، فلا مهرب لقوي و ضعيف، و شريف، عكما جرى في أم الكتاب، و لا مفر عن الأقتراب إلى مطوى ذلك الحجاب.

 

          أحمده سبحانه و تعلاى حمده من أبلاه فصبر، و أغناه فشكر. و أشكره شكر من توجه بجنانه للسير إلى مرضاته، فتنزه في رياض القبول و جناته. و صلى الله على الحبيب المصطفى و على آله و صحبه و من أتبعه بإحسان إلى يوم الدين.

 

          أما السبب الذي دفعني لكتابة هذا الباب عن هذه الفرقة الكافرة و التي أجمع العلماء على كفرها الظاهر، هي ما يدعيه أتباعها الضالين من كفر واضح، أشد من كفر بعض اليهود و المسيحين.

 

          لقد ظهر هذا المذهب الذي ينتسب إلى الأسلام- و الأسلام بريئ منه برائة لوط عليه السلام من أفعال قومه- سنة 1900 م على يد هذا المشرك الزنديق غلام أحمد ميرزا-لعنه الله-. لقد بدأ غلام في إنشاء مذهبه بمساعدة الإنجلينز(كما سوف يذكر) كداعية، و لكن هذا الفاسق لم يرض بهذا، فأدعى أنه ملهم من الله، ثم قال أنه هو المهدي المنتظر( و خسأ، لأن الرسول قال في وصف المهدي أنه يكون عربيا، و هذا الفاسق أصله هندي)، ثم قال أنه المسيح النتظر، و المعروف أن المسيح عليه الصلاة و السلام ينزل في اللد الشرقي، و ليس في الهند، ثم تجرأ و قال أنه نبي، و أن نبوته أرقى من نبوة محمد عليه أفضل الصلاة و التسليم،و يتجرأ و يقول على الله أنه يأكل و ينسى و يخطئ-جل تعالى-.

 

و سوف نستعرض بعض الشبهات التي أدخلها هذا الكافر على هذا المذهب الوضيع:

 

1- أدعائه أن محمد صلى الله عليه و سلم، ليس خاتم النبين، و أن الوحي ينزل عليه، كما كان ينزل على الأنبياء

 

2- أدعائه أن الله يأكل، و يشرب، و ينام، و يخطئ، و يصلي كالبشر، تعالى الله عما يدعون، (الله لا إله إلا هو الحي القيوم، لا تأخذه سنة و لا نوم، له ما في السموات و ما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بأذنه، يعلم ما بين أيديهم و ما خلفهم و لا يحيطون بشيئ من علمه إلا بما شاء، و سع كرسيه السموات و الأرض و لايؤده حفظهما، و هو العلي العظيم) آية الكرسي

 

3- و أدعى هذا الملعون أن قاديان هي القبلة الصحيحة، _( و من حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام، و حيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره) سورة البقرة –الآية 150

 

4- و ألغى هذا الملعون فريضة الجهاد، التي بها أعز الله الأسلام، (كتب عليكم القتال و هو كره لكم و عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم و عسى أن تحبوا شيئا و هو شر لكم و الله يعلم و أنتم لا تعلمون) سورة البقرة - الآية 216 .

 

5- و ألغى هذا الملعون فريضة الحج، التي هي الذهاب إلى أفضل مكان في العالم، و هو أول بيت وضع للناس، (إن أول بيت وضع للناس ببكة مباركا و هدى للعالمين "96" فيه آيات بينات مقام إبراهيم و من دخله كان آمنا و لله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا، و من كفر فإن الله غني عن العالمين "97") سورة آل عمران.

 

6- و أدعى الملعون أنه أوحي أليه بدين أفضل من دين الإسلام، الذي هو دين الحق(إن الدين عند الله الإسلام).

 

قال تعالى (ثم أوحينا إليك أن أتبع ملة إبراهيم حنيفا و ما كان من المشركين"123")

 

7- الادعاء بنزول الوحي عليه، و لا أحد أظلم ممن يفتري على الله نزول الوحي عليه، ( و من أظلم ممن أفترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي و لم يوح إليه شيئ) سورة الأنعام 93.

 

8-في موالاته للإنجليز في أيام الاحتلال البريطاني للهند، كان غلام من خير الناس موالاة لهم، فكان يستخدم مذهبه من إصدار أكاذيب يدعي أن الله يطلب منه عدم مجاهدتهم، و أنهم أولي أمر المسلمين في الهند، (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين) سورة النساء – الآية 144 .

 

9- أدعائه في أن كتابه (الموحى إليه) أفضل من القرآن، (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين) البقرة – 5.

 

و قد أجمع العلماء على تكفيره، و أتباعه، و معاملتهم كالمرتدين، لعدة أسباب، و منها:

 

1- إدعاء النبوة.

 

2-إلغاء الحج إلى بيت الله الحرام.

 

3- تغيير القبلة.

 

4-إلغاء الجهاد.

 

5- تشبيه الله بالبشر.

 

6-إنكار ختم النبوة.

 

و أعلم يا أخي القارئ، إن هذا المذهب لا يمت إلى الإسلام بصلة، و إنما هو من المذاهب الهدامة، التي سعت في نشرها الحركات الهدامة، كالماسيونية، و الصهيونية، و غيرها التي تريد تفكيك الإسلام، و زرع الشقاقات بين أهله.

 

و أن في هذا الباب، استخدمت ثلاث مراجع، و هي: موسوعة الأديان و المذاهب المعاصرة، و قد استخدمته لتبيين مذهبهم، و إدعاءاتهم.

 

و القرآن الكريم، في إقامة الحجج على ما يدعونه.

 

و تفسير القرآن لابن كثير، لكي يتبين وضع كل حجة في مكانها الصحيح.

 

و آمل أن تكونوا استفدتم من قراءة هذه الرسالة المتواضعة، التي تبين فساد مذهبهم، و سوء عبادتهم، و آخر دعوانا التوفيق من الله العزيز الحكيم.....

 

محمد إبراهيم مصطفى - بو عمر.

 

ربيع الأول 1426 هجري

 

رسالة إلى قادياني- الجزء الثاني
أرسلت بواسطة admin في الثلاثاء 17 يونيو 2008 (3899 قراءة)
(أقرأ المزيد ... | 42754 حرفا زيادة | التقييم: 5)
مقالات منوعة

 *- يا صاحب الرسالة أنت تنكر أن الجماعة الأحمدية يحجون إلى قاديان ، اسمع يا صاحب الرسالة هذا الخبث من أفواههم ، لقد أولوا الآيات التي نزلت تتحدث عن مكة والمسجد الأقصى على أنها قاديان ، وزعموا أنها الأرض الحرام ، وأن الله تعالى ذكرها في القرآن الكريم ، وهي المراد من  المسجد الأقصى في سورة الإسراء ، فالمسجد الأقصى هو مسجد المسيح الموعود في قاديان ، وزيارة قاديان واجبة ، وأن الحج إلى مكة بغير الحج إلى قاديان حج جاف خشيب ، لأن الحج إلى مكة لا يؤدي رسالته وليفي بغرضه " انظر : حاضر العالم الإسلامي للرقب ، ص 163 " .

 

 

*- فمن التأويلات القادياني للقرآن الكريم المخالفة للحق تأويله للمسجد الأقصى في سورة الإسراء بمسجد قاديان في الهند حيث يقول " إن المراد بالمسجد الأقصى في قوله تعالى {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ } (الإسراء:1) هو مسجد قاديان ، وإذا كانت قاديان تناهض البلد الحرام وربما تفوق عليه ، فلا بد أن السفر إليها يساوي الحج بل يفوق عليه " هذا هو كلامهم وهذه هي عقيدتهم ينشروه في كتبهم وصحفهم ، وهذا أوردوه في صحيفة الفضل القاديانية عدد 33 " فراجعها لعلك ترجع إلى رشدك

 

 

*- ولذلك اعتبرت القاديانية أن قاديان هي ثالثة المقامات الثلاثة ، حيث يقول محمود أحمد القادياني " لقد قدس الله هذه المقامات الثلاثة ( مكة والمدينة وقاديان ) واختار هذه الثلاثة لظهور تجلياته " – المرجع السابق - . 

 

 

*- يا صاحب الرسالة وقبل أن أنهي جوابي هذا بالرد عليك  أحببت أن أعرفك على حقيقة نزول عيسى عليه السلام وأدلة ذلك من الكتاب والسنة والذي تدعي أنك مؤمناً بهما ولكن ويا للأسف لم تطبق هذا الادعاء على قلبك ولسانك وجوارحك ، ولم تتعرف إلا على ذلك الادعاء المزيف ولم تنظر إلى حقيقة الأمور إلا من عدسة عين القادياني وجماعته الهالكة ، فكان الناتج إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ، ويا حسرة على من باع دينه بدنيا غير !!!!!!!! 

 

 

 

 

*- الأدلة من الكتاب و السنة التي تثبت نزول عيسى عليه السلام، و تدحض كثيراً من أقوال المتشدقين والمجادلين الذين لا يرون نزول عيسى عليه السلام من السماء حقيقة واقعة لا محالة،

 

 

 أولاً:  قال تعالى : { إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } (آل عمران:55)

 

 

 قال ابن كثير في تفسيره : المراد بالوفاة هاهنا النوم كما قال تعالى {وهو الذي يتوفاكم بالليل} الآية وقال تعالى {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها} الآية وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا قام من النوم : (( الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور )) متفق عليه. وقال تعالى {وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيم وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم} إلى قوله {وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه وكان الله عزيز حكيما * وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا} والضمير في قوله قبل موته عائد على عيسى عليه السلام أي وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن بعيسى وذلك حين ينزل إلى الأرض قبل يوم القيامة ، وقال ابن أبي حاتم حدثنا الربيع بن أنس عن الحسن أنه قال في قوله تعالى {إني متوفيك} يعني وفاة المنام رفعه الله في منامه.

 

 

 وقال تعالى {وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم} أي رأوا شبهه فظنوه إياه – وجاء عن ابن عباس في تفسير هذه الآية نحو من هذا وهو : أنه لما تيقن عيسى عليه السلام أن بني يهود أتوْا لقتله ، وكان في بيت ما من إحدى البيوت ، وكان معه بعض أصحابه الحوارين ، قال لهم عيسى عليه السلام من يجلس في مكاني فيلقي الله عليه شبهي ويكون رفيقي في الجنة فبادر لذلك شاب منهم ، ورفع الله تعالى عيسى إليه فدخل المجرمون من بني يهود فقتلوا ذلك الشاب وصلبوه ووضعوا على رأسه الشوك وطافوا به إلى غير ذلك ، فشاع الخبر بين الناس أن المسيح عليه السلام قد قتل ثم صلب - ولهذا قال تعالى : {وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه مالهم به من علم إلا إتباع الظن} يعني بذلك من ادعى أنه قتله من اليهود ، ومن سلمه إليهم من جهل النصارى كلهم في شك من ذلك وحيرة وضلال وسعر . أورده ابن كثير في تفسيره 0

 

 

*- ثانياً : جاء من قوله تعالى في محكم تنزيله:{ وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ * وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ * إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائيلَ * وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ * وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ } (الزخرف: 57- 61).

 

 

وقوله تعالى {وإنه لعلم للساعة} جاء في تفسير القرآن العظيم لابن كثير قوله : أي هذا عائد على عيسى عليه الصلاة والسلام فإن السياق في ذكره ثم المراد بذلك نزوله قبل يوم القيامة كما قال تبارك وتعالى {وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته } أي قبل موت عيسى عليه الصلاة والسلام {ثم يوم القيامة يكون عليهم شهيدا } ويؤيد هذا المعنى القراءة الأخرى {وإنه لعلم للساعة } أي أمارة ودليل على وقوع الساعة قال مجاهد {وإنه لعلم للساعة } أي آية للساعة خروج عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام قبل يوم القيامة وهكذا روي عن أبي هريرة وابن عباس وأبي العالية وأبي مالك وعكرمة والحسن وقتادة والضحاك وغيرهم وقد تواترت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أخبر بنزول عيسى عليه السلام قبل يوم القيامة إماما عادلا وحكما مقسطا وقوله تعالى {فلا تمترن بها } أي لا تشكوا فيها إنها واقعة وكائنة لا محالة {واتبعون } أي فيما أخبركم به {هذا صراط مستقيم } .

 

 

          وجاء عن الشنقيطي رحمه الله قوله : وإيضاح هذا أن الله تعالى قال : { وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ } ثم قال تعالى : { وَمَا قَتَلُوهُ } أي عيسى ، {وَمَا صَلَبُوهُ } أي عيسى {وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ } أي عيسى {وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ } أي عيسى ، { لَفِي شَكٍّ مِنْهُ } أي عيسى ، { مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ } أي عيسى {وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً } أي عيسى ، { بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ } أي عيسى ، {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ } أي عيسى ، { قَبْلَ مَوْتِهِ } أي عيسى ، { وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً } أي يكون عيسى عليهم شهيدا.

 

 

          وكذلك في قوله تعالى : { وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ } {وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ } أي عيسى ابن مريم وهذه الآية عائدة على ما قبلها {مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ } (الزخرف:58) {إِنْ هُوَ } أي عيسى ، { إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ } أي أنعم الله تعالى على عيسى وهي الرسالة والمعجزات {وَجَعَلْنَاهُ } أي عيسى ، {مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائيلَ } (الزخرف:59) { وَإِنَّهُ } أي عيسى، { لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ } أي عيسى انه من علامات الساعة { فلا تَمْتَرُنَّ بِهَا } (الزخرف:61).

 

 

ثالثاً : قال تعالى : {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ } أي عيسى بن مريم (آل عمران:46).

 

 

حيث جاءت هذه الآية بعد قوله تعالى : {إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ } (آل عمران:45).

 

 

جاء هنا تفسيران أو معنيان لأهل العلم لكلمة " كهل " كما جاء في تفسير القرآن للقرطبي ، فمنهم من قال : يكلم الناس في المهد " آية " ويكلمهم كهلاً " بالوحي والرسالة " آية أخرى

 

 

          ومنهم من قال كلمهم في المهد وقد حدث ، وسيكلمهم وهو كهل وهذا بعد نزوله بأمر الله تعالى من السماء ، كما قال أبو العباس : كلمهم في المهد حين برَّ أمه فقال " إني عبد الله " وأما كلامه وهو كهل فإذا أنزله الله تعالى من السماء أنزله على صورة ابن ثلاث وثلاثين سنة وهو الكهل فيقول لهم : " إني عبد الله كما قال وهو في المهد " 0 قال النحاس في كتاب إعراب القرآن " 1/378 " إنما الكهل عند أهل اللغة من ناهز الأربعين . فبهذا يتبين لنا أن عيسى عليه السلام كلَّم الناس وهو في المهد ، ولكن لم يكلمهم وهو كهل وخاصة بعد ما علمنا من علماء اللغة كما قال النحاس أن الكهل ما بلغ الأربعين

 

 

          ومن المعلوم عند علماء التفسير أن عيسى عليه السلام رفع إلى السماء وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة ، وينزل من السماء إلى الأرض وهو في هذا العمر . وقد يسأل البعض : كيف رفع وهو ابن ثلاث وثلاثين وينزل وهو في نفس العمر ابن ثلاث ثلاثين ؟ نقول : أولاً : أن الأمر كله بيد الله تعالى فله الأمر من قبل و من بعد ، ثانياً : أن السماء وما فيها من مخلوقات الله تعالى لا يجري عامل الزمن عليهم كما هو الحال على الأرض ، حيث أن الشمس والقمر اللذان جعلهما الله تعالى سبباً لمعرفة عدد السنين و الحساب في هذا الكون و ما فيه من أراضي و كواكب و كل ذلك في ما دون السماء الدنيا فعامل الزمن إذاً في السماوات مختلف عن عامل الزمن في الأرض و ما شابهها من الكواكب، قال تعالى : { وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ } (الحج: من الآية47).

 

 

 رابعاً : لقد جاءت أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي وصلت حد التواتر والتي يشير فيها عليه الصلاة والسلام إلى نزول عيسى بن مريم عليه السلام آخر الزمان من السماء إلى الأرض ، ويعيش فيها سنين عديدة بعد أن يقتل عدو الله الدجال ويتزوج ويحج البيت إلى غير ذلك ،

 

 

وإليك أخي القارىء بعض هذه الأحاديث:

 

 

فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( لا تقوم الساعة حتى ينزل عيسى ابن مريم حكما مقسطا وإماما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد ).رواه ابن ماجه وصححه الألباني وعنه أيضاً قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم ، حكما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد حتى تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها ). ثم يقول أبو هريرة:فاقرؤا إن شئتم [ وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ] متفق عليه.

 

 

 * وقد جاء وصف المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام على لسان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، فبين صفة خلقه ، ومتى ينزل وما وسيلة المواصلات لنزوله أو بمعنى أصح هبوطه من السماء، وعن هيئته حين نزوله وأين أول محطة لنزوله ، مما لا يدع لأحد الحجة أن يستدرك بشيء تبليغ ما أوحى الله إليه ،ومما يقطع به شك المتشككين ممن أعمى الله بصره وبصيرته عن هذا الحق المبين. فقد جاء في سلسة الأحاديث الصحيحة المجلد الخامس من قوله عليه الصلاة والسلام: ( الأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى، ودينهم واحد، أي دين التوحيد - وأنا أولى الناس بعيسى ابن مريم لأنه ليس بيني وبينه نبي، وإنه نازل، فإذا رأيتموه فاعرفوه؛ رجل مربوع، إلى الحمرة والبياض، …)الحديث. و قال أيضاً : عليه الصلاة والسلام:(.. ينزل بين ممصرتين، كأن رأسه يقطر، وإن لم يصبه بلل،..) معنى ممصرتين أي ثوبين إزار ورداء. وجاء أيضاً من قوله عليه الصلاة والسلام:( ليلة أسري بي رأيت موسى و إذا هو رجل ضرب كأنه من رجال شنوءة و رأيت عيسى فإذا هو رجل ربعة أحمر كأنما خرج من ديماس …)رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة. معنى ديماس أي:حمام.

 

 

 * وأما وسيلة هبوطه من السماء فتكون بأمر الله تعالى بواسطة ملكين من ملائكته سبحانه، وأول محطة وصول له عليه السلام هي المنارة البيضاء شرقي دمشق.

 

 

وزمن هبوطه من السماء يكون في الوقت الذي أمضى الدجال لعنه الله تعالى في الأرض مدة الأربعين يوماً التي منحه الله تعالى إياها بعد خروجه من مكان حبسه – وهي كما بينا سابقاً يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وباقي الأيام تكون على هيئتها الحالية – قال عليه الصلاة والسلام (… فبينما هو كذلك – أي المسيح الدجال عليه لعنة الله - إذ بعث الله المسيح ابن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعا كفيه على أجنحة ملكين إذ طأطأ رأسه قطر و إذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ …) رواه مسلم. فعيسى عليه السلام رجل شاب مربوع أي بين الطويل والقصير أبيض مع احمرار ممزوج في البياض، وهذا من جمال الخلقة حيث وصفه النبي صلى الله عليه وسلم كأحسن ما أنت راءٍ من أُدْمِ الرجال، سبط الشعر أي ناعم الشعر يقطر بالماء له لمة – أي شعره ناعم مضروب على الكتفين – قد رجَّلَه – أي سرَّحه - وكأنه خارج من حمام إذا طأطأ رأسه قطر منه الماء وإذا رفعه تحدَّر منه حبات كاللؤلؤ ، ينزل لابساً ثوبين إزار ورداء مصبوغين ( بين مهرودتين ) قال النووي : معناه لابس مهرودتين : أي ثوبين مصبوغين بورس , ثم بزعفران . وقيل هما شقتان , والشقة نصف الملاءة . ( ممصرتين ) - الممصرة من الثياب- التي فيها صفرة خفيفة , واضعا يده على أجنحة ملكين، أول نزول له يكون شرقي دمشق عند المنارة البيضاء، قال النووي : هذه المنارة موجودة اليوم شرقي دمشق.

 

 

           فيكون وقت نزوله عند الفجر ، تحديداً بعد الإقامة لصلاة الفجر، وبعد أن يتقدم المهدي عليه السلام ليؤم القوم وقد كبَّر للصلاة ، وإذا به يسمع أصوات تنبعث من خلفه، وتبشر بنزول نبي الله عيسى عليه السلام من السماء وأنه أصبح بين أظهرهم وهو على الوصف الذي وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم كما بيَّنا ذلك آنفا، فيرجع المهدي إلى الوراء مقدِّماً المسيح عليه السلام ليؤم هو بالنَّاس فيأبى ذلك عليه السلام ويضع يده على كتف المهدي ويقول أنت صلِّي بالناس، بهذا أخبر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فقال:(.. وإمامهم رجل صالح فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح إذ نزل عليهم عيسى ابن مريم الصبح فرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقرى ليتقدم عيسى فيضع عيسى يده بين كتفيه ثم يقول له: تقدم فصل فإنها لك أقيمت فيصل بهم إمامهم …).

 

 

          وجاء أيضاً في سلسة الأحاديث الصحيحة من قوله عليه الصلاة والسلام:( لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، قال: فينزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم فيقول أميرهم: تعال صل لنا، فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أمراء ، تكرمة الله هذه الأمة ).

 

 

          وعن أبي هريرة قا ل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم " متفق عليه. وجاء أيضاً عند مسلم: ( كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم ، وإمامكم ( وفي رواية: وأمكم ) منكم ؟ ) . فرجع ذلك الإمام ينكص- يمشي القهقرى – ليتقدم عيسى، [ فيقول: تعال صل لنا ]. فيضع عيسى يده بين كتفيه، ثم يقول له: [ لا؛ إن بعضكم على بعض أمراء؛ تكرمة الله هذه الأمة ]، تقدم فصل. فيصلي بهم إمامهم قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في فتح الباري:" وجاء عند أحمد أيضاً من حديث جابر في قصة الدجال ونزول عيسى " وإذا هم بعيسى, فيقال تقدم يا روح الله, فيقول ليتقدم إمامكم فليصل بكم " وقال أبو الحسن الخسعي الآبدي في مناقب الشافعي: تواترت الأخبار بأن المهدي من هذه الأمة وأن عيسى يصلي خلفه حدثنا الجوزقي عن بعض المتقدمين قال: معنى قوله:" وإمامكم منكم" يعني أنه يحكم بالقرآن لا بالإنجيل. وقال ابن التين:معنى قوله:" وإمامكم منكم " أن الشريعة المحمدية متصلة إلى يوم القيامة, وأن في كل قرن طائفة من أهل العلم. وهذا والذي قبله لا يبين كون عيسى إذا نزل يكون إماما أو مأموما, وعلى تقدير أن يكون عيسى إماما فمعناه أنه يصير معكم بالجماعة من هذه الأمة . قال الطيبي : المعنى يؤمكم عيسى حال كونه في دينكم . ويعكر عليه

رسالة إلى قادياني- الجزء الأول
أرسلت بواسطة admin في الثلاثاء 17 يونيو 2008 (4391 قراءة)
(أقرأ المزيد ... | 55581 حرفا زيادة | التقييم: 5)
مقالات منوعة

رسالة إلى قادياني !

 

المشرف على موقع العودة الإسلامي // أبو محمود رزوق

 

          الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على أصحابه و آل بيته و من والاه و بعد

 

          وصلتني رسالة من أحد الأشخاص عن طريق بريد الموقع الإلكتروني يزعم أننا نتجنى على القاديانية و أننا نتهمها بدون علم و أخذ يثني عليها و ينافح عنها فأردت بداية الرد عليه على بريده الألكتروني و لكني آثرت الرد عليه من خلال الموقع الذي راسلني من خلاله لتعم الفائدة و كذلك كان بريده الذي أرسل إلي غير صحيح و قد حاولت مراسلته عليه فلم استطع ،، فإليك الرد يا صاحب الرسالة و قد اسميتها " الرد على قادياني"

 

أسأل الله العلي القدير أن يرينا الحق حقا و يرزقنا اتباعه و أن يرينا الباطل باطلا و يرزقنا اجتنابه

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

 

السلام على من اتبع وبعـــــد

 

*- قبل البدء بتبيان العقيدة الكفرية للقديانية أود أن أرد على بعض فقرات الرسالتين المبعوثتين من قبل المدعو "*************"

 

1- يذكر هذا المدعي أنه انضم إلى هذه الجماعة الكفرية بعد أن قرأ كثيراً عن أفكار هذه الفرقة المارقة وتحقق من كل شيء ويزعم أنه بها زاد إيمانا بالله وحبا له ولرسوله الكريم – صلى الله عليه وسلم .

 

*- الرد على هذا أقول : أنه محض افتراء على الله وعلى رسوله ودعوى كاذبة أن هذا المدعي قد آمن بهما بل زاد إيمانا بهما وحبا لهما لما انتمى إلى حزب شيطاني ، الله ورسوله منه براء ، لأن الله تعالى ذم الذين بدلوا دينهم وكانوا شيعا ، قال تعالى { وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ } (الروم:32)

 

 *- الإيمان بالله تعالى ليس بالتمني ولا بالدعوات الكاذبة ، وإنما الإيمان بالله هو الإقرار بهذه الكلمة العظيمة بشطريها والذي لا يقبل من كافر إسلامه إلا بعد النطق بها :

 

            " أشهد أن لا إلـه إلا الله * وأشهد أن محمداً رسول الله

 

*- أعظم كلمة في هذا الكون هي هذه الكلمة العظيمة لِعِظَم المُوَحَّد وهو الخالق سبحانه وتعالى ، قال تعالى { قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُْ}  (الأنعام: من الآية19)

 

*- والإيمان بهذه الكلمة العظيمة يستلزم العلم بمعناها والعمل بمقتضاها، ولا عبرة للإيمان بغيرهما.

 

*- معنى أشهد – أي شهادة أراها بأم عيني لا يشوبها أدنى شك أو ريب أنه لا معبود بحق إلا الله تعالى ، وهذا هو الطبيعي لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ، فالذي يخلق ويرزق ويحيي ويميت هو الذي يستحق أن يُعبَد ولا تتوفر هذه الصفات إلا في الله الواحد القهار

 

*- وإذا أقررنا وشهدنا أنه لا معبود بحق إلا الله فمن الطبيعي ألا نشرك مع الله أحداً في العبادة والتي لا تصح إلا لله – كالصلاة والصم والزكاة والحج والدعاء إلى غير ذلك

 

*-  وبما أننا علمنا يقينا أنه لا معبود بحق إلا الله ولا نشرك مع الله أحداً في عبادته وكذلك علينا أن نؤمن يقينا أنه لا مشرع لهذه العبادة إلا الذي يستحقها وهو الذي أوجبها علينا وأمرنا نتعبده بها ، ونحن ما علينا إلا حق الامتثال بالسمع له والطاعة ملخصةً بهذه الكلمة :" ولا نعبد الله إلا بما شرع الله ، وإلا كان الشرك والبدع والضلال ، قال تعالى {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ }(الشورى: من الآية21)

 

*- فما السبيل لمعرفة شرعة الله التي شرعها لعباده لكي نتعبده بها ؟ الجواب هو الشطر الثاني لهذه الكلمة العظيمة وأشهد أن محمداً رسول الله . *- فالمفوض والمبعوث الرسمي لمعرفة شرع الله تعالى هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لقوله تعالى { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ }(النحل: من الآية44) فالقرآن لا يفهم تبيانه ولا تشريعه إلا بتفسير وتبيان وتعليم من محمد صلى الله عليه وسلم

 

 

*- نلخص القول : أن الإيمان بالله لا وجود له عند العبد  إلا بعد أن يقر بت قلبه  ويصدق به لسانه ويعمل به جوارحه ، لقوله تعالى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ *أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } (لأنفال:4)

 

*- والعمل بالجوارح لا يقبله الله تعالى إلا إذا توفر فيه شرطان اثنان

 

1- إخلاص لله تعالى لقوله سبحانه { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ }(البينة: من الآية5)

 

2- متابعة للنبي صلى الله عليه وسلم حيث جاء عن عبد الله بن مسعود قال خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا ثم قال هذا سبيل الله ثم خط خطوطا عن يمينه وعن شماله وقال هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ثم قرأ ( إن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه )  الآية . رواه أحمد والنسائي  *- ولقوله عليه الصلاة والسلام " من عمل عملا ليس عليه أمرنا – أي ديننا - فهو رد " . ‌رواه مسلم   وقال أيضاً " من رغب عن سنتي فليس مني رواه مسلم

 

*- فهل صاحب الرسالة حقق هذين الشرطين حتى وصل لدرجة الإيمان والمحبة ؟ بالطبع لا ، لأنه اعترف على نفسه أنه لا يوجد عداء فيها لأحد من الناس  ، معنى هذا هو النفاق بعينه إن لم يكن كفرا لأنه من لم يعاد من عادا الله ورسوله فهو كافر خارج من الملة ، وعدو الله وعدو رسوله هو كل من لم يؤمن بهما ، فصاحب الرسالة يحمل في قلبه الحب للجميع وهذا هو شعار الجماعة التي ينتمي إليها حيث قال في رسالته " فشعار الجماعة الحب للجميع ولا كراهية لأحد " – بالطبع إلا العداء للإسلام والمسلمين - ولهذا السبب كانت العلاقات الطيبة مع أعداء الله من يهود ونصارى وما نراه من العلاقات اليهودية القديانية ليس بغائب عن الجميع رغم نفي صاحب الرسالة لذلك والذي سنفند كلامه إن شاء الله تعالى خلال هذه الرسالة ، قال تعالى { لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ } (المجادلة: من الآية22) وقال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْأِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } (التوبة:23) وقال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ }  (المائدة: من الآية51)

 

*- يا صاحب الرسالة الإيمان لا يتأتى إلا بالولاء لأولياء الله والكبراء من أعداء الله استناداً لما سبق من الآيات الملخص بهذا الحديث قال عليه الصلاة والسلام "  من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان " صحيح أبي داود .

 

*- يا صاحب الرسالة المحبة لله ولرسوله لا تتأتى إلا بطاعتهما ومتابعة كاملة للرسول عليه الصلاة والسلام، قال تعالى {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ }(آل عمران:31)

 

  *- يا صاحب الرسالة الأجدر بك أن تقول وجب الاقتداء والتأسي بصفات رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى لا يشتبه على عامة الناس كيف للمخلوق أن يتحلى بصفات الله جل وعلا ، وكما قال تعالى { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }(الشورى: من الآية11) فصفات المخلوق لا تشبه صفات الخالق سبحانه وتعالى

 

ولكن أُمِرنا من قبل الله تعالى التأسي بصفات رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال سبحانه {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً } (الأحزاب:21)

 

*- صاحب الرسالة ينفي عن جماعته الخرافات والخزعبلات والكفريات والتعامل مع أعداء الله من يهود وانجليز ، وهو مع ذلك مصراً متبجحاً يتحدى أن نأتي له بدليل على جرمهم ، فبما أنك مصراً على ذلك فلك ما أردت ولكن باختصار.

 

                      *- القاديانية في الميزان -*       

 

*- عرفت بهذا الاسم نسبة إلى مدينة قاديان بالهند وتبعد نحو ستين ميلا عن لاهور ، وأحياناً يطلق عليها اسم الأحمدية لانتسابهم لمؤسسها وهو غلام أحمد خان القادياني المولود بمدينة قاديان سنة 1840 م على حسب قوله .من كتاب " أضواء الحق – ص 3- 68 "والملل والنحل 2/ 57" .

 

*- كان غلام أحمد القادياني مضطرب الأفكار والعقيدة عليل الصحة والنفس ضعيف الذاكرة حيث يقول عن نفسه " أنا رجل دائم المرض ، ينتابني بين حين وآخر دوار الرأس والصداع والأرق والتشنج القلبي " من كتاب ما هي القاديانية للمودودي ص 19 وأيضاً أضواء وحقائق ص 68 " . أستميح صاحب الرسالة  عذراً  أن هذه الأعراض التي كانت تنتاب زعيمكم إنها أعراض مس شيطاني "والله تعالى يقول {  هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ *تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ  } (الشعراء:222) .

 

*- لقد كان القادياني يحوم حول الانجليز من أجل تحقيق أطماعه لأجل هذا الغرض ألَّف كتاباً أسماه " تبيان الكلام " سنة 1862م وحاول أن يثبت فيه أن التوراة والإنجيل ليسا محرفين ولا مبدلين وذلك لإرضاء الانجليز – فعليك يا صاحب الرسالة أن تراجع كتابه هذا - .

 

*- وفي سنة 1891 م أعلن أن المسيح قد مات – وأيده على هذا صاحب الرسالة والذي يكفي من اعتقد هذا القول فإنه يعد خارجا من ملة الإسلام لأنه خالف قول الله تعالى وقول رسوله صلى الله عليه وسلم كما سيأتي بيانه -.

 

*- يا صاحب الرسالة لماذا زعم زعيمكم أن عيسى عليه السلام قد مات لأنه ادعى هو لنفسه تقمص شخصية عيسى عليه السلام ، حيث قال هذا الأفاك " أنه هو المسيح الموعود والمهدي المعهود ، وفي سنة 1900م بدأ الخواص من إتباعه يلقبونه بالنبي صراحة وينزلونه المنزلة السامية ، وهو في المقابل يعلن لهم أن الله تعالى يكلمه مباشرة "

 

- صاحب الرسالة يعتقد إننا نفتري كذباً على زعيمه فهذا الكلام الكفري كلام زعيمه ، فانظر يا صاحب الرسالة كتاب زعيمك " فلسفة تعاليم الإسلام للقدياني ، ص 137 " .

 

*- ومن يزعم أن الله تعالى يكلمه مباشرة بذلك ادعى النبوة لنفسه لأن الله تعالى قال في محكم تنزيله { وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ } (الشورى:51) فهذا ادعى النبوة علانية وصاحب الرسالة يقول أن محمداً هو خاتم النبيين وأفضلهم وهذا تكذيب صريح من صاحب الرسالة لزعيمه ، ولكن العجب أنه متبع له وكل ما أدى إلى الكفر فهو كفر والعياذ بالله !!!! .

 

*- يا صاحب الرسالة إنا أعجب لمن يبيع دينه بدنيا غيره ، فأنت تدافع عن القاديانية وتبرؤها من علاقتها بالانجليز ومن المعلوم أن أقوى الأدلة على الإدانة الاعتراف من صاحبها وبلسانه ؛ فهذا هو غلام أحمد القادياني يعترف بنفسه عن علاقته الحميمة مع الانجليز حيث قال: " إنني أنتمي إلى تلك الأسرة التي تتمنى للحكومة البريطانية كل الخير والسعادة ، لقد كان والدي – ميرزا غلام مرتضى – رجلاً وفياً صديقاً محباً مخلصاً للحكومة البريطانية .

 

وتابع كلامه قائلا " لقد خصصت له الحكومة -  أي لوالده- كرسياً للجلوس في كل الحفلات الرسمية إلى جانب الحاكم البريطاني ، لقد ساعدهم والدي مساعدة كبيرة في قمع تمرد 1857 م ( يقصد الثورة الوطنية ضد الانجليز ) ومهد بخمسين مسلحاً لضرب الثوار ولذلك تدفقت على والدي رسائل الشكر والامتنان من قبل الحكام ، وكذلك مساندتهم والدي في المعارك الأخرى التي خاضها المتمردون ضدهم " – من كتاب التحفة القيصرية للقادياني ، ص- 16 – فراجعه لعل يتبين لك الحق .

 

*- يا صاحب الرسالة وهذه العلاقة الحميمة بين القاديانية والانجليز لم تنته بموت مؤسسها الأكبر ، وهذا من كلام أحمد القادياني نفسه حيث تابع كلامه قائلا " ولما توفى والدي ناب عنه أخي الكبير ميرزا غلام قادر في خدمة الحكومة البريطانية ، فشملته هو الآخر بعنايتها وإكرامها وفضلها وجوائزها ، كما صنعت من قَبل مع والدي . ولما توفي هو الآخر اقتفيت آثاره وسلكت مسلكه في إعلان الحب والولاء للحكومة والطاعة لها وخدمتها ---- وإنني كرست جهودي كلها في خدمة الانجليز من كل قلبي بعون الله سبحانه ، وقد عاهدت الله منذ ذلك الحين على أنني لن أكتب شيئاً ضد هذه الحكومة " من كتاب نور اليقين للقادياني جـ 1 ، ص 35 " فراجعه لعل الله يجعل الحق يجري في قلبك .

 

*- يا صاحب الرسالة لقد أوفى زعيمكم بعهده وأبر بقسمه حيث قال " لقد قضيت معظم عمري في تأييد الحكومة الانجليزية ومؤازرتها ، ولقد ألَّفت في منع الجهاد ووجوب طاعة ولي الأمر الانجليز من الكتب والنشرات ما لو جُمع بعضها إلى بعض لملأ خمسين خزانة ، وقد نشرت هذه الكتب في البلاد العربية ومصر والشام وكابل والروم " راجع كتابه يا صاحب الرسالة يا من تدافع عن زعيمك وتبرئه من الكفر والضلال والذي هو بنفسه يفتخر به وكذلك من العمالة والتعاون مع أعداء الله الانجليز والذي أفنى حياته في خدمتهم على حساب الإسلام والمسلمين

 

- من كتاب " ترياق القلوب للقادياني ، ص 15  -

 

*- وقال أيضاً : " لقد ظللت منذ حداثة سني – وقد ناهزت اليوم الستين – أجاهد بلساني وقلمي لأصرف قلوب المسلمين إلى الإخلاص للحكومة الانجليزية والنصح لها ، والعطف عليها ، وأنفي فكرة الجهاد التي يدين بها بعض جهالهم والتي تمنعهم من الإخلاص لهذه الحكومة " عن كتاب شهادة القرآن للقادياني –ص -10 "

 

*- وقال أيضاً " أنا مؤمن بأنه كلما ازداد أتباعي وكثر عددهم قل المؤمنون بالجهاد ، لأنه يلزم من الإيمان بأني مسيح أو مهدي إنكار الجهاد " – عن كتاب شهادة القرآن للقادياني ص 17 -

 

*- يا صاحب الرسالة ولقد ترجم زعيمك ذلك القول عملياً وطبقه على الأرض، فإذا أردت أن تعلم المزيد فابحث عن هذا الاسم وسل أسيادك الذين تنتمي إليهم عنه وما قصته ؟ اسمه " عبد اللطيف القادياني " وظيفته خائن وعميل للانجليز ، مكان العمل أفغانستان ، مهمته : الدعوة إلى القاديانية وإنكار الجهاد ، انتهت مهمته وذلك بتنفيذ حكم الإعدام عليه من قبل الحكومة الأفغانية فأراحت العباد من شره ، ولكن هل انتهى الأمر على ذلك ؟ بالطبع لا فكان على أثره وانتهج نهجه عميلان آخران يدعيان " الملا عبد الحكيم والمدعو الملا نور علي القاديانيان اللذين عثرت الحكومة الأفغانية آنذاك عندهما رسائل ووثائق تدل على أنهما عميلان للحكومة الانجليزية ، وأنهما يدبران مؤامرة ضد الحكومة الأفغانية فكان جزاؤهما الإعدام ، ونقلت جريدة " الفضل " القاديانية ذلك الحادث وأبدت إعجابها بهذه التضحية الجليلة التي قاما بها في سبيل سياسة الانجليز بجرأة تفوق الوصف .

 

- إن هذه الخيانة كانت امتثالا لأوامر وتوجيهات القادياني في قوله " ولم تبخل عائلتي ولم تضن ولن تتحل بدماء أبنائها في خدمة مصالح الحكومة الانجليزية أبداً " – راجع كتابه " ترياق القلوب " ص 15 - أيكفي هذا يا صاحب الرسالة أم تريد المزيد ، بالطبع سنمدك بالمزيد

القاديانية عميلة الاستعمار
أرسلت بواسطة admin في السبت 14 يونيو 2008 (2796 قراءة)
(أقرأ المزيد ... | التقييم: 0)
مقالات منوعة

القاديانية ... عميلة الاستعمار

 

بقلم / الحافظ إحسان ظهير.. رحمه الله

 

من كتاب: القاديانية دراسات وتحليل

 

          اجتمع قواد الاستعمار البريطانى وزعماؤه فى لندن ، وخططوا خطة ضد الإسلام من أخطر خططهم بعد تفكير عميق وبحث دقيق بأنه لا توجد فى قارات العالم قوة تجابههم غير الاسلام

 

          ولذا لا بد لتدعيم القوة الاستعمارية ، أن تشتت قوى الإسلام ، ولكن لا بمهاجمتها ، بل بانشاء فرق باطلة منهم ، تكون حاملة اسم الإسلام وفى الأصل تكون هادمة لأصوله ومبادئه ، وتمد هذه الفرق بكل الامكانيات من المساعدات المالية وغيرها لتعمل على حسابهم ، وتتجسس على المسلمين ، فنسجت يد الاستعمار على هذا المنوال نسجا جميلا محكماً وبالفعل أرسلت بعثات خاصة فى البلاد المستعمرة للبحث عن الظروف وعن الخونة لكى تشترى منهم ضمائرهم وإيمانهم ، وأحاسيسهم ومشاعرهم ، ففتشت هذه الفئات الخبيثة عن الخونة وأى قوم يخلو عن مثل هؤلاء وكان أشدهم خطراً عميل الاستعمار الانجليزى فى الهند ، غلام أحمد القاديانى ، وفى إيران ميرزا حسين على المعروف ببهاء الله ولكن الآخر كان أشجع وأحمق ، فأظهر العداوة والبغضاء ضد الإسلام والمسلمين واجترأ وقال :

 

          أنه نسخ القرآن الكريم بكتابه المحشو من الأغلاط وأنه ناسخ لشريعة محمد ( عليه السلام ) – فكان خطره أقل ، ولكن الأول وهو القاديانى كان أمهر وأمكر ، ولذلك أخفى حقده وبغضه فظهر بمظهر التجديد مرة وبالمهداوية مرة أخرى ثم بعد ذلك قفز ووصل إلى النبوة وقال : أنه نبى مرسل ينزل عليه الوحى ولكنه ليس بنبى مستقل بل نبى متبع كهارون لموسى ، وحرف معانى القرآن وأولها بتأويل فاسد وروّج  أفكاراً باطلة وأدى للاستعمار خدمات جليلة مع بقائه فى صفوف المسلمين لأنه ما كان يستطيع أن يخدمهم بخروجه عن الإسلام مثل ما استطاع وهو مظهر إسلامه ، فكان من أعظم خدماته لهم فتواه لا يجوز لمسلم أن يرفع السلاح فى وجه الانجليز لأن الجهاد قد رفع وأن الانجليز هم خلفاء الله فى الأرض فلا يجوز الخروج عليهم ، فسُرّ منه المستعمرون أيما سرور وقدموا له كل المساعدات من الحماية والمال وحتى أعطوه أناساً يتبعونه ويقلدونه ، فكان الرجل الذى ما رأى طوال حياته مائة جنيه يلعب بمئات الألوف يومياً والمسلم الذى كان موظفاً بسيطاً لا يأخذ أكثر من خمس جنيهات فى الشهر وينتقل بطلب المعاش من بلد إلى بلد ومن قرية إلى قرية يبنى قصوراً شامخة ويركب عربات فخمة ويأخذ  خدمه معاشاً أكثر مما كان يأخذ سيدهم ، فهذا كله كان من بركات الاستعمار البريطانى ، كما اعترف فى محضره الذى قدمه  لملكة بريطانيا حينما زارت الهند ، فركز الاستعمار الجهود لتنمية هذه الشجرة وتربيتها ، وعرفوه إلى الناس ورفعوا منزلته فى كنفهم وشجعوه على الهجوم على المسلمين والإسلام ، وعلى أكابرهم وأئمتهم حتى تناول أعراض الأنبياء عليهم السلام ، وعرض سيد المرسلين ، كما تناول عرض أبنائه الحسن والحسين وعرض خلفائه ، وأصهاره ورحمائه ، أبى بكر وعمر وعثمان وعلى وأصحابه البررة رضوان الله عليهم أجمعين فكفر جميع علماء الأمة وافتوا بوجوب قتله لادعائه النبوة ولاهانته الأنبياء وسبابه للمسلمين ولانكاره أسس الدين الإسلامى الحنيف ولكن سيده الاستعمار دافع عنه ، وحفظه من غيظ المسلمين وغضبهم ، فما استطاعوا أن يعملوا ضده أى شئ ، إلا أن علماء المسلمين ناظروه وناقشوه ، وأظهروا الحق وأبطلوا الباطل ، وكان أبرزهم العالم الجليل الشيخ ثناء الله الأمر تسرى الذى انتصر عليه غير مرة ، وأقام عليه الحجة وأخيراً دعاه إلى المباهلة بأن الكذاب يموت فى حياة الصادق بموت غير عادى ، ومرة أخرى ظهر الحق ، وبعد مدة قليلة من هذه المباهلة مات غلام أحمد القاديانى بموت يكره الإنسان مجرد ذكره كما سنذكره بالتفصيل .

 

          ولكن وبالأسف الشديد أن هذه الفئة المرتدة ليس لها بالإسلام أية علاقة والإسلام برئ منها دخلت مرة أخرى فى صفوف المسلمين وأظهروا بأنهم يعتقدون كل ما يعتقده المسلمون وليس بينهم فرق إلا فى أشياء بسيطة فرعية ومرة أخرى ساعدهم سيدهم القديم بالمنشورات وغيرها فى أوروبا وأفريقيا وغيرها من بلاد العالم وكما نشرت لجنة مسيحية فى ضميمة خلف المنجد بأن القاديانية فرقة من فرق المسلمين سوى أنها تعتقد بعدم فرضية الجهاد على المسلمين .

 

          فلذلك أردت أن أدرس هذا المذهب الجديد دراسة علمية واسعة وخاصة بعد ما لقيت بعض الاخوان من مختلف أنحاء العالم فى الكعبة المشرفة وأدهشنى بأنهم يجدون فى بلادهم أناساً يدعون إلى القاديانية بدعوى أن قائدهم مجدد هذه الأمة ومصلحها وهم لا يجدون شيئاً يُقاومونهم به ، وحينما يسألهم علماء القاديانية أسئلة فلا يستطيعون أن يُجيبوهم لعدم مطالعة كتبهم ولعدم المعرفة بمعتقداتهم الأصلية – فها أنا ذا أقدم أقدم أول نجم متعهداً بالله بأنى لا آلوا جهداً حتى أكشف النقاب عن حقيقة هذا المذهب وبالله التوفيق .

 

          ولد غلام أحمد فى قرية قاديان من إحدى قرى البنجاب فى سنة 1839م فى أسرة عميلة للاستعمار الانجليزى وكان أبوه واحداً من الذين خانوا المسلمين وتآمروا عليهم وساعدوا الاستعمار لطلب العز والجاه كما ذكر غلام أحمد بنفسه فى كتابه – تحفة قيصرية : - بأن أبى غلام مرتضى كان من الذين لهم روابط طيبة وعلاقات ودية مع الحكومة الانكليزية وكان له كرسى فى ديوان الحكومة وهو ساعد الحكومة حينما ثار عليها أهل وطنه ودينه الهنديون مساعدة طيبة فى سنة 1851م ( ثورة معروفة ضد الاستعمار ) بل مدها بخمسين جندياً وخمسين فرساً من عنده وخدم الحكومة العالية فوق طاقته – ( الكتاب المذكور ص 16 ) ففى مثل هذه الأسرة إن لم يولد غلام أحمد ، فمن يولد غيره ؟؟ فولد وحينما بلغ الرشد درس بعض الكتب الأردية والعربية على يد أساتذة غير معروفين وقرأ شيئاً من القانون ثم توظف فى بلدة سيالكوت من إحدى بلاد باكستان الآن بخمسة عشر روبية شهرياً وكان رجلا بليداً (( حتى قيل له أن يأتى بالسكر من البيت فبدل أن يأتى بالسكر جاء بالملح ومن فرط بلاهته وسفاهته بدأ يأكله فى الطريق ولما وصل الملح إلى الحلقوم غُص به ودمعت عيناه )) ( سيرة المهدى لابنه بشير أحمد ) .

 

          وكان جبانا وما دخل فى المنازلات والمصارعات مع أنه ما كان أحد آنذاك من أبناء الشرفاء إلا وتعلم الفنون العسكرية ، ولذلك حينما أراد مرة أن يذبح فروجا قطع إصبعه وسال منها الدم فقام مستغفراً تائبا لأنه طوال حياته ما ذبح حيواناً ولا طائراً . ( سيرة المهدى ج2 ص 4 ) .

 

          وشب وترعرع  فى بلهه وجبنه فكان من لوازم هذا ألا يشب وينشأ إلا ويكون مريضاَ ، وبالفعل أُصيب بمرض المراق شبه الجنون ، كما أُصيب بأمراض مختلفة أخرى ونشر مرة فى كجلة قاديانية – ريويو قاديلن - : - (( إن مرض مراق ما كان موروثاً لحضرة سيدنا بل كان لأسباب خارجية يعنى أنه ما كان أحد مبتلى بهذا المرض فى أسرة غلام أحمد قبله وهو الذى ابتلى به وظهر أثره بسبب ضعف الدماغ )) ( عدد أغسطس 1936م ) .

 

          فثبت بأنه كان مريضاً بمرض المراق وأيضاً كان كثير من أسرته مصابين بهذا المرض ومنهم ابن خاله ، وابنته ، وحتى زوجته ، كما ذكر ابنه فى سيرته وذكره هو بنفسه (( أن زوجتى مريضة بمرض المراق وهذه هى تمشى معى أحياناً للتنزه والتفرج كما أوصى الأطباء )) .

 

          فالآن نحن نبحث عن مرض المراق ما هو؟؟  لأن له علاقة بموضوعنا هذا ، فقد تبين الحكيم الرئيس أبو على سينا فى كتابه ( القانون ) ما هو ( المراق ) وقال : إن المراق مرض تتغير فيه الأخيلة والأفكار ، لأجل الخوف والفساد وتتوحش روح الذهن باطناً ويصير المريض مشوشاً لظلمة هذا المرض .

 

          وقال العلامة برهان الدين فى شرح الأسباب والعلامات لأمراض الرأس : أن المراق مرض تتغير فيه الأخيلة والأفكار الطبيعية إلى غير الطبيعية وحتى يصل إلى هذا الحد فإن المريض يظن أنه عالم الغيب وبعضهم يظنون أنهم ملائكة .

 

          فشب هذا المراقىّ المجنون فى أوهام وأخيلة وادعى بأنه مجدد ، ثم بأنه يُلهم أسرار الملكوت فاستغله ربيبه الاستعمار ووضع على رأسه تاج النبوة فكان هذا المتنبى نبيهم هم ، وهم آلهته كما اعترف بنفسه : أنى رأيت ملكاً فى صورة شاب انكليزى ما تجاوز عمره من عشرين سنة وهو جالس على كرسى وأمامه منضدة فقلت له أنك جميل جداً فقال : أى نعم ( تذكرة وحى المقدس ص 31 ) ثم أُلهم فى الانكليزية ( ..... ) يعنى أنا أحبك و ( .....) وأنا معك  ( ......) وأنا أساعدك – ويُذكر بأنه ارتجف بعد ذلك جسمى وأُلهمت فى الانكليزية ( ......... ) نحن نستطيع أن نفعل ما نُريد ، ففهمت من التلفظ واللهجة كأنه انكليزى يتكلم عند رأسى ( براهين أحمدى تأليف غلام القاديانى ) وكيف وقد صدق وعده ونصر عبده فكان واجب عليه يشكرهم وخاصة حينما أرسل الله الملكة المعظمة قيصرة الهند سلمها الله تفضلت وتجلت فى بيته للتسلية والتشجيع كما يرويه بنفسه : رأيت فى الكشف أن الملكة المعظمة ( قيصرة الهند ) سلمها الله تجلت وتفضلت فى بيتنا فقلت لأحد من أصحابى أن الملكة المعظمة شرفتنا فى بيتنا فلابد لنا أن نشكرها ( مكاشفات الغلام للمنظور القاديانى ص 17 ) .

 

          وبالفعل أدى واجبه بولائه للاستعمار وإعلان وفائه له ، وتجسسه على المسلمين وحتى حينما كتب أحد الخبثاء المستعمرين كتابا تناول فيه أعراض أمهات المؤمنين وهجم على ناموس الرسول العظيم عليه الصلاة والسلام ، ثار المسلمون فى الهند وقامت المظاهرات العنيفة ورفعوا استنكارهم وغضبهم إلى الحكومة على هذا الكتاب ففى مثل هذا ، بدل أن يشتركهم ، بدأ يهجم على المسلمين لأنه لا حق لهم أن يقوموا بمثل هذه المظاهرات والثورات ضد حكومة بريطانيا العظمى التى هى ظل الله فى الأرض وكتب مرة فى إحدى مؤلفاته بعد أن شُن عليه الهجوم لمناصرته وموافقته للاستعمار بل لدعايته لهم وتجسسه على المسلمين فكتب ((نحن نتحمل كل البلايا لأجل حكومتنا المحسنة وسنتحمل أيضا فى المستقبل لأنه واجب علينا أن نشكرها لاحسانها ومنتها علينا ، ولا شك نحن فداء ، بأرواحنا وأموالنا للحكومة الانكليزية ، ودوما ندعو لعلوها ومجدها سرا وعلانية )) ( آرية دهرم ص 79 و80 للغلام ) .

 

          وليت شعرى أمثل هذا يدعى النبوة والتجديد الذى يقبل إهانة رسول الله عليه الصلاة والسلام ؟ بل يمدح من أهانوه ، ويهجم على الذين يفدون بأرواحهم وأجسادهم ناموس الرسول وعظمته ويحرض أتباعه ومريديه على أن يستعدوا بتضحيات المال والنفس لرب الأرباب الاستعمار الانكليزى لأن دينه يعلمه أن يطاع الله وتُطاع الحكومة التى أمكنت البلاد وحفظتهم تحت ظلها من أيدى الظالمين ( يعنى المسلمين ) وهذه الحكومة ليست إلا حكومة بريطانية ، ( وأكثر من هذا ) فإن عصينا الحكومة فقد عصينا الاسلام وعصينا الله ورسوله ( بلفظة خطاب الغلام المندرج فى رسالته لائق أن تلتفت إليه الحكومة ) وقال فى كتابه ( ضرورة الإمام ص 23 ) ( وفى رسالته تحفة قيصرية ص 27 ) : أنا أشكر الله عز وجل أنه أظلنى تحت ظل رحمة بريطانية التى أستطيع تحت ظلها أن أن أعمل وأعظ فواجب على رعية هذه الحكومة المحسنة أن تشكر لها وخصوصا علىّ أن أبدى لها الشكر الجزيل لأنى ما كنت أستطيع أن أنجح فى مقاصدى العليا تحت ظل أية حكومة أخرى سوى حكومة حضرة قيصر الهند ))

 

          وقال : لعنة الله على من لا يريد أن يكون تحت أمر الأمير مع أن الله قال أطيعوا الله والرسول وأولى الأمر ، فالمراد من أولى الأمر هاهنا هو الملك المعظم ولذا أنا أنصح مريدى وأشياعى بأن يدخلوا الانكليز فى أولى الأمر ويطيعونه  من صميم قلوبهم و ( بلفظه ) : وكيف لا يُطيعون وهم وأبناؤهم وصنيعة أيديهم وثمرة غرستهم .

 

          ويعرف باحث تاريخ الهند أن الاستعمار حينما رأى أن شجرته التى غرسها قد أينعت ، قد أغدقت بالنعم فأعطى للقاديانيين مراعاة خاصة سواء فى الوظائف وأرسل طلبة القاديانيين إلى أوربا للتعليم والتدريس وأعطوا حقوقاً خاصة فى كل ميادين العمل فى التجارة والزراعة والحرفة وغيرها ، كما أن الحكومة الانكليزية تولت نشر أفكار هذه الفئة لأنها كلها كانت على حسابها وفى مصلحتها وقع كثير من جهلة ضعفاء المسلمين فى شبكة هؤلاء بالاغراء والتحريض لأنهم كانوا يرون فى دخولهم القاديانية مصالح دنيوية ، وفعلاً حصلوا عليها ، وبدأت هذه الفئة المرتدة فى النشاط والانتشار ونشروا كتباً ورسائل محاولين ابعاد المسلمين عن الإسلام وتقريباً لهم إلى عبودية بريطانيا العظمى ، ودوماً كان يحفظهم مربيهم الاستعمار من غيظ المسلمين وغضبهم ، وحينما تغافل عنهم أحد حكام الاستعمار قدمت ضده الشكاوى ، ورُفع الاحتجاج بأن فلاناً يُساوى بيننا وبين فئات أخرى – وعلى الفور ورد إليه الانذار والتنبيه – كما أن الغلام القاديانى قدم بنفسه عريضة لنائب الملك فى الهند بأسلوب واللفظ لا تليق بأى رجل غيور ، وأين نبى الله ، وهذا نصه : (( العريضة التى أعرضها إلى حضرتكم مع أسماء أتباعى ليس المقصود منها إلا أن تلاحظوا الخدمات الجليلة التى أديت أنا وآبائى فى سبيلكم وكما ألتمس وأرجو من الدولة العالية أن تراعى الأسرة التى أثبتت بكمال وفائها وإخلاصها طوال خمسين سنة بأنها من أخلص المخلصين للحكومة والتى أقر وأعترف بولائها أكابر أمراء الحكومة العظمى وحكامها وكتبوا لها وثائق وشهادات على أن هذه الأسرة ، أسرة خدام ، وأسرة مخلصة ، فلذا أرجو منكم أن تكتبوا للحكام الصغار برعاية هذه الشجرة وحفظها التى ما غرسها إلا أنتم كما أرجو أن ينظروا إلى أتباعى بنظرة خاصة ودية لأننا ما تأخرنا أبداً من التضحيات فى سبيلكم لا بالنفوس ولا بالدماء كما لا نتأخر بعد ذلك فلأجل هذه الخدمات الجليلة نحن نستحق أن نطلب من الحكومة العظيمة المد والعون لكى لا يجرأ أحد علينا ( عريضة غلام أحمد لنائب أمير الهند المندرجة فى كتاب تبليغ رسالة ج7 لقاسم القاديانى ) .

 

          ومرة أخرى ذكر خدماتها الجليلة وقال : إنى ملأت المكاتب من الكتب التى كتبتها فى مدح الانكليز وخاصة وضع الجهاد الذى يعتقده كثير من المسلمين وهذه خدمة كبيرة للحكومة فأرجو أن أجزى بها جزاء حسنا ))

 

          وبالفعل أن هذه الخدمة كانت من أكبر الخدمات ، لأن الاستعمار مسيحياً كان أو غير مسيحى لا يخاف مثل ما يخاف من عقيدة الجهاد فى المسلمين ، فجوزى وأى جزاء أكبر من هذا بأن الرجل المريض بمرض المراق والفقير الذى ما كان عنده قوت يوم ، يتربع على عرش النبوة وتجرى حوله النذور ويسعى إليه الأنام وتسانده أكبر دولة فى العالم آنذاك ، فكان من لوازم هذا أن يزداد جنونه ، فزاد وبلغ إلى ذروته كما نحن نذكره إن شاء الله فى مقال خاص – ونضيف إلى هذا البحث اعتراف ابن الغلام ، خليفته الثانى بأن القاديانية ليست إلا وليدة للاستعمار فيقول : (( إن للحكومة البريطانية علينا إحسانات كثيرة بكل اطمئنان وراحة ، ونتم مقاصدنا ... ونذهب إلى بلاد أخرى للتبليغ والحكومة البريطانية تساعدنا أيضا هناك وهذا من كمال منه وإحسانه علينا ( بركات الخلافة ص 65 ) .

 

          ولأجل ذلك كان الغلام يحرص دائماً أن يوجه مريديه لوفاء الاستعمار وولائه ، ولا هذا فحسب بل بالتضحيات فى سبيله وأن يكونوا دعاة عاملين ، ويركزوا فى قلوب الناس بأنها لا توجد فى العالم حكومة أعدل من هذه الحكومة ولا أحسن منها فيكون لهذه الدعوة أثر بليغ فى النفوس لأنه حينما يسمع هذا الكلام تكراراً أو مراراً يرسخ فيها حب واحترام هذه الحكومة المحسنة وهذا لا يكون مقتصراً على الهند فقط بل أينما يذهب أحد منا فى بلاد أخرى لأن مفادنا واحد وهدفنا واحد ( وهو هدم الكيان الإسلامى ومحو الدين القيم ) وحينما تسمع بلدان أخرى عدالتها تشتهى أن تصل إليها أقدام هذه الحكومة الميمونة .

 

          وبالفعل كانت الأهداف والأغراض واحدة كما يخبر ويشهد مبشر قاديانى بعد رجوعه من روسيا سنة 1923م فقال : إنى أُعتقلت مرات بتهمة الجاسوسية للانكليز ، ويقول مفتخراً ، أنا ما ذهبت إلى روسيا إلا لتبليغ القاديانية ولكن بما أن مفادات القاديانية وأهدافها متعلقة بأغراض وأهداف حكومة بريطانيا كنت مضطراً بأن أخدم الحكومة وأؤدى واجبها علىّ ( مكتوب محمد أمين مبلغ القاديانية المنشور فى جريدة الفضل القاديانية 28 سبتمبر سنة 1923م )      وهكذا وهلم جرا ونزلت هذه الفئة الخبيثة فى الدرك الأسفل من الذلة والهوان حتى أظهروا سرورهم وابتهاجهم بسقوط دول الإسلام والمسلمين تلو الأخرى بيد الاستعمار واحتفلوا بحفلات عامة كبيرة وأرسلوا مبالغ ضخمة لشراء آلات الحرب ليُذبح المسلمون وحينما دخل الجيش الانكليزى العراق ألقى ابن الغلام وخليفته خطاباً فى حفلة أقيمت لهذ المناسبة وقال : إن علماء المسلمين يتهموننا بتعاوننا مع الانكليز ويطعنوننا على ابتهاجنا على فتوحاته فنحن نسأل لماذا لا نفرح ؟ ولماذا لا نسر ؟ وقد قال إمامنا بأنى أنا مهدى وحكومة بريطانيا سيفى ، فنحن نبتهج بهذا الفتح ونريد أن نرى لمعان هذا السيف وبرقه فى العراق وفى الشام ، وفى كل مكان ، ويقول : أن الله أنزل ملائكته لتأييد هذه الحكومة ومساعدتها ( جريدة الفضل المؤرخة 7 ديسمبر 1918م ) .

 

          ويقول : (( أن مئات القاديانيين تجندوا فى جيش الانكليز لفتح العراق وأراقوا دمائهم ( النجسة ) فى سبيله ( الفضل 31 أغسطس 1922م ) .

 

          وهكذا أظهر سروره أيضاً حينما دخل عساكر الاستعمار فى القدس وكتب مقالاً بتأييد الاستعمار حتى شكره سكرتير رئيس الوزراء البريطانى على هذا ، وعلى سقوط دولة العثمانيين وقد نشرت جريدة الفضل :

 

          (( نحن نشكر الله ألف وألف مرة على فتوحات بريطانيا ، وأنها السبب الابتهاج والسرور لأن إمامنا  ( أى الغلام القاديانى ) كان يدعو لفتوحاتها وكان يوصى جماعته بالدعاء لها وأيضاً فتحت لنا أبواب الدعوة إلى القاديانية والتى كانت مسدودة قبل الآن ، وهذا كله امتداد دولة بريطانيا إلى بلدان أخرى ( الفضل 23 نوفمبر 1918م ) .

 

          وهكذا أنشأ الاستعمار هذه الفئة لمقاصدها الرذيلة ، وأهدافها الخبيثة والتفريق بين المسلمين والتجسس عليهم ولذلك منعت حكومة المانيا وزراءها من أن يحضروا حفلة هؤلاء بتهمة أنهم عملاء الانكليز ( الفضل 1 نوفمبر 1934م ) .

 

          وأيضاً حينما وصل اثنان من هذه الفئة إلى أفغانستان وكان آنذاك حرب بين الانكليز والأفغان قتلتهما حكومة أفغانستان بتهمة تجسسهما للاستعمار وأعلن وزير الداخلية الأفغانية بأنه وجدت عندهما وثائق ومكاتيب تثبت بأنهما عملاء لعدونا ، ولكن بالعكس  من ذلك افتخر الخليفة القاديانى بجريمتهما وقال : (( لو سكت رجالنا فى أفغانستان وما أظهروا عقيدتنا فى الجهاد لما كان عليهم شئ ولكنهم ما استطاعوا أن يكتموا حُبهم ومودتهم لحكومة بريطانيا التى حملوها من عندنا فلذلك لقوا حتفهم . ( خطبة الجمعة لابن الغلام المنشور فى الفضل 16 أغسطس 1935م ) .

 

          وهذا مما لا يخفى على أحد بأن الاستعمار دائماً يستغل اسم الدين واسم التبشير للتجسس كما بينه بالتفصيل الدكتور (( عمر فروخ )) فى كتابه (( التبشير والاستعمار )) وكما نحن ذكرنا .

 

          والآن والاستعمار يستغلهم أيضاً فى أفريقيا لتدعيم قوته وتحقيق مصالحه وفى الشرق الأوسط لتشكيك فى عقائدهم وتشويه الإسلام وللتجسس أيضاً وهم يعملون لحسابهم وبمساعدتهم ولكن باسم الإسلام .

 

          وأخيراً ننقل ما نشرته لسان القاديانية (( الفضل )) ، أن حكومة بريطانيا هى ترس لنا نتقدم إلى الأمام وإلى الأمام تحت وقاية هذا الترس الذى لو أبعد لمزقنا من الرماية فانحدرنا وصار رقيها وعلوها رقيتنا وعلونا ، ودمارها دمارنا ( الفضل 19 أكتوبر 1915م ) .

 

          وهذه هى حقيقة هذه الفئة المرتدة التى باعت ضميرها للاستعمار ، وخدمها بكل الإمكانيات ولا تزال تخدمها ..

 

(( ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم ))

القاديانية في سطور
أرسلت بواسطة admin في السبت 14 يونيو 2008 (2880 قراءة)
(أقرأ المزيد ... | التقييم: 5)
مقالات منوعة

القاديانية

 

التعريف :

 

القاديانية دين مُخْتَرَعٌ جديد، ظهر أواخر القرن التاسع عشر الميلادي بقاديان، إحدى قرى البنجاب الهندية، وحظي بمباركة ورعاية الاحتلال الإنجليزي.

 

المؤسس : ميرزا غلام أحمد القادياني المولود سنة 1265هـ بقاديان.

 

وقد بدأ ميرزا نشاطه كداعية إسلامي، ثم ادعى أنه مجدد ومُلْهَم من الله، ثم تدرج درجة أخرى فادعى أنه المهدي المنتظر والمسيح الموعود، يقول في ذلك: " إن المسلمين والنصارى يعتقدون باختلاف يسير أن المسيح ابن مريم قد رفع إلى السماء بجسده العنصري، وأنه سينزل من السماء في عصر من العصور، وقد أثبتُّ في كتابي أنها عقيدة خاطئة، وقد شرحت أنه ليس المراد من النزول هو نزول المسيح بل هو إعلام عن طريق الاستعارة بقدوم مثيل المسيح، وأن هذا العاجز - يعني نفسه - هو مصداق هذا الخبر حسب الإعلام والإلهام"!!.

 

          ثم انتقل من دعوى المثيل والشبيه بالمسيح عليه السلام إلى دعوى أنه المسيح نفسه، فقال :" وهذا هو عيسى المرتقب ،وليس المراد بمريم وعيسى في العبارات الإلهامية إلا أنا " ، ولما كان المسيح نبيا يوحى إليه، فقد ادعى ميرزا أنه يوحى إليه، وكتب قرآنا لنفسه سماه " الكتاب المبين " يقول : " أنا على بصيرة من رب وهّاب، بعثني الله على رأس المائة، لأجدد الدين وأنور وجه الملة وأكسر الصليب وأطفيء نار النصرانية، وأقيم سنة خير البرية، وأصلح ما فسد، وأروج ما كسد، وأنا المسيح الموعود والمهدي المعهود، منَّ الله علي بالوحي والإلهام، وكلمني كما كلم الرسل الكرام".

 

          ويبدو أن دعوى أنه المسيح لم تلق القبول المرجو، ولم تحقق الغرض المؤمل منها، فانتقل من دعوى أنه المسيح النبي إلى دعوى أنه محمد النبي صلى الله عليه وسلم، وأن الحقيقة المحمدية قد تجسدت فيه، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد بُعث مرة أخرى في شخص ميرزا غلام، يقول ميرزا : " إن الله أنزل محمدا صلى الله عليه وسلم مرة أخرى في قاديان لينجز وعده "، وقال :" المسيح الموعود هو محمد رسول الله وقد جاء إلى الدنيا مرة أخرى لنشر الإسلام " ثم ادعى أن نبوته أعلى وأرقى من نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فاتبعه من اتبعه من الدهماء والغوغاء وأهل الجهل والمصالح الدنيوية. 

 

 عوامل الظهور :

 

 ـ لما استقرت أقدام الانجليز في الهند وجدوا فيها خمسين مليوناً من المسلمين يتحركون بتعاليم الدين ورؤى القرآن الذي يتلى عليهم ويحرضهم على الجهاد والمقاومة ضد الكافرين ، فأخذ المستعمرون الانجليز يبحثون عن سبل ازالة هذا الدين من ارض الهند او محاولة اضعافه فوجدوا افضل وسيلة لتحقيق ذلك هي اختيار رجل ذي منصب ديني ومن المسلمين انفسهم وهكذا كان ( ميرزا غلام احمد القادياني ) هو الرجل الذي ينهض بهذا الدور الخطير ويحقق للمستعمر الانجليزي غاياته واغراضه وقد كان مضطرب الافكار والعقائد وكان طموحاً بتأسيس ديانة جديدة تترك بصماتها على قلب التأريخ.

 

 ـ لقد أقلقت بريطانيا حركة الامام الشهيد « أحمد بن عرفات » ( 1842 م ) الذي استطاع حمل مشعل الجهاد والمقاومة وبث روح النخوة الإسلامية ، والحماس الديني في صدور المسلمين في الربع الأول من القرن التاسع عشر الميلادي في بلاد الهند ، وقد عانت منهم الحكومة الانجليزية مصاعب جمة ، وكانوا موضع اهتمامها ، كما رأت الحكومة الانجليزية أن دعوة السيد جمال الدين الحسيني الشهير بالافغاني أخذت بالانتـشار في العالم الاسلامي بشكل مذهل ، فكان لابد من مواجهة ذلك الشخص بشخص من داخل المسلمين أنفسهم يستطيع التأثير فيهم ، وتشويش عقائدهم وقد أجاد هذا الدور الميرزا غلام أحمد القادياني باداء رائع خدم الاستعمار الانجليزي كثيرا.

 

 النشأة والتطور :

 

 ـ وحينما ساعد الانجليز المذهب القادياني شهدت الهند مظهرا فكريا إسلاميا تبناه الانجليز لمصلحة الاستعمار الغربي ، وقد تبرقع هذا التوجه بشعارات التقدمية والاصلاح لتغيير اتجاه الجماعة الاسلامية الى ما لم تألفه ، والى غير ما درجت عليه في اعتقادها .

 

 ـ انبهار بعض المسلمين بمظاهر الغرب والتطور الهائل في الصناعات ، وكذلك ضعف أحوال المسلمين قد أثرا الى حد بعيد في خداع البسطاء بالمذهب القادياني الداعي للانجليز وأفكارهم ، والذي يهدف لتثبيت سلطة المستعمر ، ودعم ولايته على المسلمين ، وتقويض حركة الجهاد والتحدي التي يحملها المسلمون .

 

 ـ انشقت القاديانية ـ بعد نشأتها بقليل ـ الى شقين أبرزهما ما يعرف باسم « الأحمدية » أو « جماعة لاهور » وزعيما هذا الفرع هما « خواجه كمال الدين » و« مولاي محمد علي » ولهذا الفرع نشاط كبير في خارج الهند ، في آسيا واوربا .

 

نماذج من تخليطه :

 

رغم تلك الدعاوى العريضة التي ادعاءها ميرزا لنفسه إلا أنه كان ساذجا فاحشا بذي اللسان، يكيل لخصومه أقذع الشتم والسب !!

 

          أما وحيه الذي ادعاه لنفسه فقد كان خليطا من الآيات المتناثرة التي جمعها في مقاطع غير متجانسة تدل على قلة فقهه وفهمه للقرآن، وإليك نماذج من وحيه المزعوم، قال:" لقد ألهمت آنفا وأنا أعلق على هذه الحاشية، وذلك في شهر مارس 1882م ما نصه حرفيا : " يا أحمد بارك الله فيك، وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى . الرحمن علم القرآن، لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم، ولتستبين سبيل المجرمين، قل إني أمرت وأنا أول المؤمنين ، قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا .. إلخ " ويقول أيضا :" ووالله إنه ظل فصاحة القرآن ليكون آية لقوم يتدبرون . أتقولون سارق فأتوا بصفحات مسروقة كمثلها في التزام الحق والحكمة إن كنتم تصدقون " !!

 

          وأما نبوءاته فما أكثرها وما أسرع تحققها لكن بخلاف ما أنبأ وأخبر، فمن ذلك أنه ناظر نصرانيا فأفحمه النصراني، ولما لم يستطع ميرزا إجابته غضب على النصراني، وأراد أن يمحو عار هزيمته، فادعى أن النصراني يموت - إن لم يتب - بعد خمسة عشر شهرا حسب ما أوحى الله إليه، وجاء الموعد المضروب ولم يمت النصراني، فادعى القاديانيون أن النصراني تاب وأناب إلا أن النصراني عندما سمع تلك الدعوى كتب يكذبهم ويفتخر بمسيحيته!!

 

          ومن ذلك زعمه: أن الطاعون لا يدخل بلده قاديان ما دام فيها، ولو دام الطاعون سبعين سنة، فكذبه الله فدخل الطاعون قاديان وفتك بأهلها وكانت وفاته به، وهو الذي قال " وآية له أن الله بشره بأن الطاعون لا يدخل داره، وأن الزلازل لا تهلكه وأنصاره، ويدفع الله عن بيته شرهما ".

 

عقائد القاديانية :

 

1. يعتقد القاديانية بتناسخ الأرواح: حيث زعم ميرزا أن إبراهيم عليه السلام ولد بعد ألفين وخمسين سنة في بيت عبدالله بن عبدالمطلب متجسدا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ثم بُعث النبي صلى الله عليه وسلم مرتين أخريين أحدهما عندما حلت الحقيقة المحمدية في المتبع الكامل يعني نفسه.

 

2. يعتقدون أن الله يصوم ويصلي وينام ويخطيء، تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا، يقول ميرزا: " قال لي الله : إني أصلي وأصوم وأصحو وأنام " وقال :" قال الله : إني مع الرسول أجيب أخطيء وأصيب إني مع الرسول محيط ".  

 

3.  يعتقدون أن النبوة لم تختم بمحمد صلى الله عليه وسلم بل هي جارية، وأن الله يرسل الرسول حسب الضرورة، وأن غلام أحمد هو أفضل الأنبياء جميعاً!! وأن جبريل عليه السلام كان ينزل على غلام أحمد بالوحي، وأن إلهاماته كالقرآن . 

 

4.  يقولون: لا قرآن إلا الذي قدمه المسيح الموعود ( الغلام )، ولا حديث إلا ما يكون في ضوء تعليماته، ولا نبي إلا تحت سيادة "غلام أحمد"، ويعتقدون أن كتابهم منزل واسمه الكتاب المبين، وهو غير القرآن الكريم !!

 

5.  يعتقدون أنهم أصحاب دين جديد مستقل، وشريعة مستقلة، وأن رفاق الغلام كالصحابة،كما جاء في صحيفتهم "الفضل، عدد 92 " : " لم يكن فرق بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وتلاميذ الميرزا غلام أحمد، إن أولئك رجال البعثة الأولى وهؤلاء رجال البعثة الثانية ".

 

6.   يعتقدون أن الحج الأكبر هو الحج إلى قاديان وزيارة قبر القادياني، ونصوا على أن الأماكن المقدسة ثلاثة مكة والمدينة وقاديان ، فقد جاء في صحيفتهم:" أن الحج إلى مكة بغير الحج إلى قاديان حج جاف خشيب، لأن الحج إلى مكة لا يؤدي رسالته ولا يفي بغرضه " .

 

7.  يبيحون الخمر والأفيون والمخدرات !!

 

8. كل مسلم عندهم كافر حتى يدخل القاديانية: كما أن من تزوج أو زوَّج لغير القاديانيين فهو كافر !!.

 

9.  ينادون بإلغاء الجهاد، ووجوب الطاعة العمياء للحكومة الإنجليزية التي كانت تحتل الهند آنذاك، لأنها - وفق زعمهم - ولي أمر المسلمين!!

 

10 يعتقد القادياني بأن إلهه إنجليزي لأنه يخاطبه بالإنجليزية !!

 

بعض زعماء القاديانية :

 

الحكيم نور الدين البهريري : وهو أبرز شخصية بعد (الغلام) والخليفة من بعده ، ولد سنة 1258هـ تعلم الفارسية ومباديء العربية .

 

محمود أحمد بن غلام أحمد: الخليفة الثاني للقاديانيين، تولى الزعامة بعد وفاة الحكيم نور الدين، وأعلن أنه خليفة لجميع أهل الأرض، حيث قال: " أنا لست فقط خليفة القاديانية، ولا خليفة الهند، بل أنا خليفة المسيح الموعود، فإذا أنا خليفة لأفغانستان والعالم العربي وإيران والصين واليابان وأوربا وأمريكا وأفريقيا وسماترا وجاوا، وحتى أنا خليفة لبريطانيا أيضا وسلطاني محيط جميع قارات العالم ".

 

الخواجة كمال الدين: كان يدّعي أنه مثل غلام أحمد في التجديد والإصلاح، وقد جمع كثيرا من الأموال، وذهب إلى إنجلترا للدعوة إلى القاديانية، ولكنه مال للَّذات والشهوات وبناء البيوت الفاخرة.

 

موقف علماء الإسلام من القاديانية :

 

لقد تصدى علماء الإسلام لهذه الحركة، وممن تصدى لهم الشيخ أبو الوفاء ثناء الله أمير جمعية أهل الحديث في عموم الهند، حيث ناظر "ميرزا غلام" وأفحمه بالحجة، وكشف خبث طويته، وكُفْر وانحراف نحلته. ولما لم يرجع غلام أحمد إلى رشده باهله الشيخ أبو الوفا على أن يموت الكاذب منهما في حياة الصادق، ولم تمر سوى أيام قلائل حتى هلك "الميرزا غلام أحمد القادياني" في عام 1908م، مخلفاً أكثر من خمسين كتاباً ونشرة ومقالاً كلها تدعوا إلى ضلالاته وانحرافاته.

 

وقام مجلس الأمة في باكستان ( البرلمان المركزي ) بمناقشة أحد زعماء هذه الطائفة "ميرزا ناصر أحمد" والرد عليه من قبل الشيخ مفتي محمود رحمه الله . وقد استمرت هذه المناقشة قرابة الثلاثين ساعة عجز فيها "ناصر أحمد" عن الجواب وانكشف النقاب عن كفر هذه الطائفة، فأصدر المجلس قراراً باعتبار القاديانية أقلية غير مسلمة.

 

          وفي شهر ربيع الأول عام 1394هـ الموافق إبريل 1974م انعقد مؤتمر برابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة، وحضره ممثلون للمنظمات الإسلامية العالمية من جميع أنحاء العالم، وأعلن المؤتمر كفر هذه الطائفة وخروجها عن الإسلام، وطالب المسلمين بمقاومة خطرها وعدم التعامل معها، وعدم دفن موتاهم في قبور المسلمين .

 

          وقد صدرت فتاوى متعددة من عدد من المجامع والهيئات الشرعية في العالم الإسلامي، تقضي بكفر القاديانية، منها المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي، ومجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وهيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، هذا عدا ما صدر من فتاوى علماء مصر والشام والمغرب والهند وغيرها .

 

وقفة مع القاديانية

 

          كثيرة هي الأشياء التي تستدعي الانتباه في ظاهرة القاديانية، لكن ما نراه جديرا بالملاحظة وحريا بالاهتمام هو البحث في جذور نشأة تلك الحركات، وكيف وجدت في البيئة الإسلامية تربة خصبة لنشر أفكارها، مع أنها حركة في لبِّها وحقيقتها وفي ظاهرها وعلانيتها مناقضة لثوابت الدين، مصادمة لحقيقته، فالأمة مجمعة إجماعا قطعيا يقينيا على أنه لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم، وكل دعوى النبوة بعده فهي ضلال وهوى، هذا غير بدعهم الكفرية الأخرى .

 

          والسؤال الذي يرد هنا، هو كيف أصبح لهؤلاء أتباعاً من المسلمين ؟ ولعل الجواب على هذا السؤال - رغم أهميته - لا يحتاج إلى كبير عناء، فالجهل هو السبب الرئيس وراء اتباع مثل هذه الحركات، ووراءه كذلك تقصير مرير من علماء الأمة وطلبة العلم فيها عن واجب البلاغ، حفظا للدين وقمعا لدعوات البدع والضلال والردة .

 

وعليه فالعلاج – كما هو واضح - يتركز في نشر العلم وتبليغ الدين، وعدم إهمال أي بقعة من بقاع العالم الإسلامي، ولو كانت في أطراف الدنيا، حفظا للدين وحتى تسلم الأمة من أمثال هذه البدع المهلكة .

 

شبكة طريق السلف

الطائفة الأحمدية القاديانية
أرسلت بواسطة admin في السبت 14 يونيو 2008 (2872 قراءة)
(أقرأ المزيد ... | التقييم: 3.66)
مقالات منوعة

الطائفة الأحمدية القاديانية

 

د. حكمت الحريري

 

          هذه الدراسة جواب لسؤال ورد إلينا من إخوة في هولندا، يسألون عن حقيقة هذه الطائفة ومما ورد في خطابـهم: "نحن جماعة كثير ما وقع بيننا اختلاف بل خلاف يكاد أن يصير إلى شجار بيننا فيما يسمى بالعقيدة الأحمدية أو مذهبها، هناك من يقول فيهم بأنـهم من المرتدين وهناك من يقول غير ذلك، لذلك اتجهنا إليكم.. لنتخذكم حكماً فيما بيننا.. [لذا] نرجو أن تخصصوا لنا في مجلتنا الشهرية (السنة) موضوعاً عن هذه (العقيدة الأحمدية)..

 

          سبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وهو على كل شيء قدير، الخافض الرافع المعز المذل المحي المميت، مكور الليل على النهار ومكور النهار على الليل، القائل في محكم كتابه: ((وتلك الأيام نداولها بين الناس)).

 

          لقد حاصرت الجيوش الإسلامية أيام الخلافة العثمانية النمسا عدة مرات، وبقي علم الهلال يرفرف على حدود إيطاليا عشرات السنين كان ذلك في عهد ازدهار الخلافة العثمانية.

 

          ولكن ثمة أمور حصلت ودارت الأيام، فانقلبت الموازين، وجعلت الغازي مغزواً والمهاجم مدافعاً، ولذلك أسباب ليس هذا موضع بحثها وتفصيلها.

 

          ضعفت الخلافة العثمانية في آخر عهدها حتى أطلق عليها لقب "الرجل المريض" صارت البلاد الأوربية تقتسم الميراث، فأصبحت البلاد الإسلامية طعمة للمستعمرين ونـهبة للظالمين، فاحتلت بريطانيا شبه القارة الهندية وممالك إسلامية أخرى، واحتلت فرنسا بلاد المغرب وجزءاً من بلاد الشام، واحتلت هولندا إندونيسيا!! وهكذا.. وما غزي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا.

 

          بعد هذه السيطرة الاستعمارية على بلاد العالم الإسلامي ظهرت الفتن والمحن والمصائب التي تشيب من هولها الولدان، والرزايا التي تدع الحليم حيران، ظهرت الحركات القومية، والفتن الطائفية، والدعوات الوطنية، وغير ذلك من عقائد كفرية وشركية، ظهرت في إيران الدعوة البابية والبهائية وفي الشام رجل ادعى الألوهية، وفي الهند الحركة الأحمدية القاديانية، وآخر قبله يدعى "أحمد خان" صاحب مدرسة فكرية منكر للسنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم.

 

 

          تنسب الأحمدية أو القاديانية إلى "غلام أحمد القادياني" المولود سنة 1840 م في قرية قاديان من مقاطعة بنجاب الهندية، ولما بلغ سن التعليم قرأ القرآن وبعض الكتب الفارسية واللغة العربية والمنطق والفلسفة، وقرأ على أبيه كتباً في الطب، وكان عمره عندما نشبت الثورة الهندية الكبرى ضد الإنكليز سنة 1857 م سبعة عشر عاماً.

 

          وعرفت أسرة غلام أحمد القادياني بالولاء والإخلاص للإنكليز المستعمرين، ووقوفها ضد المسلمين في الهند، وقد ذكر هذا غلام أحمد وتفاخر به، فقال: "لقد أقرت الحكومة بأن أسرتي في مقدمة الأسر التي عرفت في الهند بالنصح والإخلاص للحكومة الإنكليزية، ودلت الوثائق التاريخية على أن والدي وأسرتي كانوا من كبار المخلصين لهذه الحكومة من أول عهدها، وصدّق ذلك الموظفون الإنكليز الكبار، وقد قدم والدي فرقة مؤلفة من خمسين فارساً لمساعدة الحكومة الإنكليزية في ثورة عام 1857 م، وتلقى على ذلك رسائل شكر وتقدير من رجال الحكومة، وكان أخي الأكبر "غلام قادر" بجوار الإنكليز على جبهة من جبهات حرب الثورة" انتهى كلامه.

 

          وفي سنة 1864 م حصل على وظيفة في إدارة نائب المندوب السامي في مدينة "سيالكوت" ثم استقال منها بعد أربعة أعوام، أي سنة 1868 م، وشارك والده في إدارة شؤونه الخاصة.

 

          هيأ غلام أحمد نفسه ليكون ذائع الصيت، وبدأ يؤلف كتاباً كبيراً في فضل الإسلام وإعجاز القرآن وإثبات النبوة، وسماه "براهين أحمدية" وذلك سنة 1879 م وذكر فيه من المنامات والإلهامات والتكليمات الإلهية والإلهامات والخوارق والكشوف الشيء الكثير. وهذا الذي أكسبه سمعة وصيتاً بين المسلمين لأنه تصدى لأمر شغل بال المسلمين الذين كثر التحدي لهم من قبل القساوسة والهنادكة وطعنهم بالإسلام والقرآن ونبـي الإسلام.

 

          إلا أن بعض العلماء خشي أن يكون مؤلف الكتاب أي غلام أحمد مدعياً للنبوة وذلك لكثرة ما أورد فيه من إلهامات وكشوفات، ومن هؤلاء بعض علماء أهل الحديث في منطقة "أمرتسار" وكتبوا عن ذلك ناقدين في مجلة "إشاعة السنة" وما خاب ظنهم!!.

 

          وبعد ذلك صار ينتقل في المقاطعات والمدن الهندية يدعو إلى نحلته وعقيدته الجديدة.

 

وها هنا عبرة لأولي الألباب وهي أن كثيراً من المشبوهين والدخلاء يتظاهرون بالإخلاص ويقومون بأعمال بطولية لكسب ثقة الناس وتعاطفهم، ثم بعد ذلك تحدث منهم المصائب والنكبات، حين لا ينفع الندم ولات حين مناص.

 

يذكرك هذا بما فعله مصطفى كمال من إظهار البطولات ومعارك النصر الوهمية حتى اكتسب ثقة كثير من المسلمين، ومدحه الشعراء ومنهم أحمد شوقي حيث قال:

 

الله أكبر كم في الفتح من عجب  يا خالد الترك جدد خالد العرب

 

ثم عاد مصطفى كمال إلى إظهار حقيقته وكشف عن سوء طويته حيث ذهب يحارب العلماء ويقتلهم وأزال الشريعة الإسلامية وأحل محلها الشرائع الوضعية الكافرة.

 

نعود إلى ما نحن بصدده. فقد انتقل غلام أحمد إلى دلهي فواجه العلماء بالإنكار ودعوه للمناظرة فأبى ودعاهم للمباهلة.

 

- ثم في سنة 1892 م ذهب إلى لاهور من أجل الدعوة إلى عقيدته فناظره بعض العلماء وأنكروا عليه أيضاً.

 

- وفي سنة 1896 م عقد مؤتمر الأديان في لاهور وحضره ممثلو ملل كثيرة، يقول محمود بن غلام أحمد القادياني: إن غلام أحمد هو الذي اقترح عقد هذا المؤتمر ليعرف العالم بحقيقة رسالته.

 

- وفي سنة 1897 م دعا "حسين كامي" سفير الدولة العثمانية في البنجاب غلام أحمد للاجتماع فلم يجبه، فذهب إليه بنفسه وسمع منه ما يدعيه من نزول الوحي، ثم نشر بعد ذلك مقالاً أنكر فيه دعوة غلام أحمد، وزاد هذا من حنق المسلمين عليه.

 

- وفي تلك السنة نشر غلام أحمد خطاباً إلى علماء الإسلام يدعوهم فيه أن يكفوا عن معارضته مدة عشر سنين حتى يتبين صدقه من كذبه، ولكن هذه المكيدة لم تنطل على علماء المسلمين، فرفضوا هذا الاقتراح واستمروا على تفنيد آرائه وتحذير الناس منه.

 

ثم في سنة 1898 م أمر أتباعه أن لا يزوجوا بناتـهم لمن لم يصدق بنبوته.

 

- ثم في سنة 1900 م أظهر تكفيره للمسلمين حيث لم يصدقوا بنبوته فقد جاء في إلهامه نشره في ذلك العام "الذي لا يتبعك ولا يدخل في بيعتك ويبقى مخالفاً لك عاص لله ولرسوله وجهنمي".

 

- ثم في سنة 1905 م أسس مدرسة دينية عربية في قاديان لتخريج دعاة لنشر عقيدته، وصار يرسل دعاة له إلى خارج الهند.

 

- مات غلام أحمد سنة 1908 م في لاهور ثم نقلت جثته إلى قاديان ودفن فيها.

 

نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين:

 

تكرر ذكر المباهلة في مؤلفات غلام أحمد ودعا خصومه إليها، ويزعم أنـها تجري بينه وبين المنكرين عليه فيكون الظفر له. ورب حتف امرئ فيما تمناه، فأراد أن يسلك طريق المباهلة مع أحد الأولياء الصالحين، مع الشيخ العلامة "ثناء الله الأمرشري" من علماء أهل الحديث، الذي نـهض بالرد على غلام أحمد ورمى دعاويه بالحجج الدامغة فكشف زيفه وهتك ستره. فتضايق غلام أحمد من العلامة ثناء الله وكتب إليه خطاباً فيه دعاه المباهلة، وفيما يلي نص الخطاب الذي كتبه غلام أحمد:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

يستنبؤنك أحق هو؟ إي وربي إنه لحق (كذا!!).

 

حضرة المولوي ثناء الله، السلام على من اتبع الهدى.

 

إن سلسلة تكذيبي جارية في جريدتكم "أهل الحديث" من مدة طويلة، أنتم تشهدون فيها أني كاذب دجال مفسد مفتر، ودعواي للمسيحية الموعودة كذب وافتراء على الله.

 

إني أوذيت منكم إيذاء وصبرت عليه صبراً جميلاً، لكن لما كنت مأموراً بتبليغ الحق من الله وأنتم تصدون الناس عني فأنا أدعو الله قائلاً: يا مالكي البصير القدير العليم الخبير تعلم ما في نفسي إن كان دعواي للمسيحية الموعودة افتراء منه وأنا في نظرك مفسد كذاب والافتراء في الليل والنهار شغلي فيا مالكي أنا أدعوك بالتضرع والإلحاح أن تميتني قبل المولوي ثناء الله واجعله وجماعته مسرورين بموتي، يا مرسلي أدعوك آخذاً بحظيرة القدس لك أن تفصل بيني وبين المولوي ثناء الله، أنه من كان مفسداً في نظرك كاذباً عندك فتوفه قبل الصادق منا((ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين)).

 

ربيع الأول 1325              الراقم عبد الله الصمد

 

  مرزا غلام أحمد المسيح الموعود

 

 عافاه الله وأيد عزه

 

 

خطاب المباهلة هذا صدر من غلام أحمد في شهر ربيع الأول سنة 1325 هـ الموافق 15 أبريل سنة 1907 م.

 

لكن مجيب الدعاء - سبحانه وتعالى- أهلك غلام أحمد بعد سنة من تاريخ تلك المباهلة أي سنة 1908 م، وأما الشيخ ثناء الله الأمرشري فقد عاش بعدها أربعين سنة، وكانت وفاته سنة 1948 م، وهو في الثمانين من عمره رحمة الله عليه.

 

قال - تعالى -: ((الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُن مِّن الْمُمْتَرِينَ (60) فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61)))[آل عمران].

 

حادثتان مشهورتان:

 

          في سنة 1935 م أصدرت محكمة بـهاولبور بعد مناقشة وجلسات مطولة دامت حولين كاملين اشترك فيها كبار علماء أهل السنة وكبار شخصيات القاديانية حكمها بكفر الطائفة القاديانية وبارتداد القادياني عن الإسلام.

 

تم ذلك بعد أن استعرض قاضي المحكمة حينها "محمد أكبر خان" دلائل الفريقين وناقشتها في نحو مائة وخمسين صفحة ثم نشرت باللغة الأردية[1].

 

استقلت باكستان عن الهند سنة 1947 م لتكون دولة إسلامية تظهر فيها شعائر الإسلام وتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية، وضحى المسلمون من أجل ذلك بالنفس والنفيس والغالي والرخيص، ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه، تولى الزعامة في باكستان "محمد علي جناح" وهو من طائفة الإسماعيلية "الآغاخانية"، واستلم منصب وزارة الخارجية شخص من القاديانية يدعى "ظفر الله خان"، ولم يتم الأمر بتلك البساطة بل بمكر وكيد ودهاء.

 

فصارت للقاديانيين قوة سياسية كبيرة في باكستان، حيث انتهز "ظفر الله خان" فرصة سلطته في وزارة الخارجية فعين في معظم مكاتب الوزارة شخصيات قاديانية، وكذلك شحن السفارات الباكستانية في مختلف العواصم من هؤلاء، ثم استطاعوا الوصول إلى مراكز حكومية مهمة وحساسة كالجيش والشرطة والطيران وغير ذلك. فصارت لهم قوة ظاهرة.

 

هذا الأمر أوقع في نفوس العلماء والمفكرين المسلمين القلق والهم والفزع، باكستان التي ضحوا من أجل استقلالها بأموالهم وأنفسهم تصبح في قبضة القاديانيين!!.

 

باكستان التي أنشئت لتكون أرض الطهارة ووطن المؤمنين بالله، يمتلك زمام الأمور فيها أتباع مدعى النبوة غلام أحمد!!.

 

          شعر العلماء بالخطر المحدق بباكستان من جراء تسلط القاديانية وقوة نفوذهم فاجتمع منهم ثلاثة وثلاثون ممثلاً من رؤساء الجمعيات الدينية وكبار علماء باكستان في شهر يناير 1953 م في مدينة كراتشي، وطلبوا من الحكومة أن تعامل القاديانيين كأقلية غير مسلمة وتعطي لها حقوقها على ضوء ذلك، لكن الحكومة تغافلت عن هذه المطالبة فاضطر العلماء إلى القيام بحركة شعبية ضخمة، فقامت الحكومة بقمع هذه الحركة وصبت جام غضبها على العلماء واعتبرت هذه الحركة ثورة على باكستان!!. وزجت بالآلاف من العلماء وطلبة العلم في السجون وبقي الحكم العسكري في البنجاب أكثر من شهرين، وقع خلالها من حوادث البطش والفتك ما يتعدى القياس.

 

          وقدمت الحكومة زعماء الحركة إلى المحكمة العسكرية وحكمت على بعضهم بالإعدام، وكان من بينهم الشيخ أبو الأعلى المودودي - رحمه الله - أمير الجماعة الإسلامية، ثم أبدل الحكم عليه بالسجن أربعة عشر عاماً. وذلك لأنه ألف رسالة بعنوان "المسألة القاديانية" بين فيها موقف القاديانية من الإسلام والمسلمين عرض فيها الأسباب التي حملت العلماء على تقديم اقتراحهم باعتبار القاديانية أقلية غير مسلمة، ونقل فيها من أقوال القاديانية وكتبهم ما تقوم به الحجة.

 

          ولكن وعد الله لابد أن يتحقق فإن العاقبة للمتقين والنصر للمؤمنين وما النصر إلى من عند الله العزيز الحكيم، فقد تحققت مطالب العلماء ورغبة الجماهير المسلمة في عهد ذو الفقار علي بوتو، وتم تحجيم دور القاديانية في عهد ضياء الحق - رحمه الله -.

 

من عقائد القاديانية:

 

          يعتقد القاديانيون بأن النبوة لم تختم بمحمد - صلى الله عليه وسلم - بل هي مستمرة، ويرسل الله الرسل حسب الضرورة.

 

قال بشير الدين محمود أحمد بن ميرزا غلام أحمد في كتاب حقيقة النبوة: "ومما هو واضح كالشمس في رابعة النهار أن باب النبوة لا يزال مفتوحاً بعد النبي - صلى الله عليه وسلم -"[2].

 

وقال: "لقد اعتقدوا أن كنوز الله قد نفذت وما قدروا الله حق قدره إنكم تتنازعون في نبي واحد وأنا أعتقد أنه سيكون هنالك ألف نبي بعد محمد - صلى الله عليه وسلم -"[3].

 

وكتب غلام أحمد القادياني: "أنا نبي وفقاً لأمر الله وأكون آثماً إن أنكرت ذلك، وإذا كان الله هو الذي يسميني بالنبي فكيف لي أن أنكر ذلك؟ إنني سأقوم بـهذا الأمر حتى أمضي عن هذه الدنيا"[4].

 

- يكفرون المسلمين: قال بشير الدين محمود أحمد في كتاب "أنوار خلافت": "من الواجب علينا ألا نعتقد بإسلام غير الأحمديين وألا نصلي خلفهم إذ إنـهم عندنا كافرون بنبي من أنبياء الله"[5].

 

وقال: "إن جميع المسلمين الذين لم يشتركوا في مبايعة المسيح الموعود كافرون خارجون عن دائرة الإسلام ولو كانوا لم يسمعوا بالمسيح الموعود"[6].

 

يخالفون المسلمين في كل شيء: ومن كلام غلام أحمد القادياني: "إننا نخالف المسلمين في كل شيء في الله في الرسول، في القرآن، في الصلاة، في الصوم، في الحج، في الزكاة وبيننا وبينهم خلاف جوهري في كل ذلك"[7].

 

- يعادون المسلمين ويوالون المستعمرين: قال غلام أحمد القادياني: "لقد بالغت الحكومة البريطانية في الإحسان إلينا ولها عندنا أياد وأي أياد حتى إننا إن خرجنا من ههنا أي من حدود هذه الدولة لا يمكن أن نلتجئ إلى مكة ولا إلى قسطنطينية فكيف يمكن إذن أن يمر في خاطرنا شيء من سوء الظن بـهذه الحكومة"[8].

 

وقال: "فإن ديني الذي أنا أبديه للناس مرة بعد مرة هو أن الإسلام منقسم قسمين: الأول: أن نطيع الله، والثاني: أن نطيع الحكومة التي أقامت الأمن وأظلتنا بظلها وحمتنا من الظالمين وهذه الحكومة هي الحكومة البريطانية"[9].

 

وكتب في مقال له نشر في كتاب تعاليم المسيح المنتظر: "ونصيحتي لجميع أتباعي أن يبغضوا المولوية (علماء المسلمين) الذين يريقون الدم الإنساني تحت ستار الدين، ويأتون من الآثام أسوأها وراء حجاب التقوى، وعلى أتباعي أن يقدروا هذه الحكومة الإنكليزية ويظهروا لها شكرهم واعترافهم بالجميل بالولاء وحسن الطاعة"[10].

 

ومن الأمور الأخرى التي ينكرونـها وهي معلومة من الدين بالضرورة إسقاط فرضية الجهاد في سبيل الله، وأن عيسى - عليه السلام - لم يرفع بل مات على الأرض وإنكار الجن وإسقاط فريضة الحج مع الادعاء بأن دين الإسلام لم يعد صالحاً لهذا العصر[11].

 

وغير ذلك لهم من المعتقدات التي توجب كفرهم وردتـهم عن دين الإسلام، ومن المعلوم من دين الإسلام بالضرورة أن من يدعي النبوة بعد محمد - صلى الله عليه وسلم - يحكم بكفره وردته، ولذلك لم ينازع في كفر مسيلمة الكذاب أحد من الصحابة ثم قاتلوه، وكذلك حال (الأسود العنسي).

 

إلا أن الذي حال دون قتل غلام أحمد القادياني عناية الحكومة المستعمرة وحراستها له بالشرطة والجند حيثما حل وارتحل.

 

          فالقرآن والسنة وإجماع الأمة حجج دامغة على أن محمد - صلى الله عليه وسلم - خاتم الأنبياء والمرسلين، قال - تعالى -: ((ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين)).

 

          قال الإمام ابن كثير في تفسيره: "وقد أخبر الله - تعالى - في كتابه ورسوله في السنة المتواترة عنه أنه لا نبي بعده ليعلموا أن كل من ادعى هذا المقام بعده فهو كذاب أفاك دجال ضال مضل".

 

          وقال العلامة الألوسي في تفسيره: "وكونه - صلى الله عليه وسلم - خاتم النبيين مما نطق به الكتاب وصدعت به السنة وأجمعت عليه الأمة فيكفر مدعي خلافه".

 

          وعن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتاً فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة"، قال: "فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين"[12].

 

ومن أشهر العلماء الذين تصدوا للقاديانية أو كتبوا عنها: العلامة الشيخ ثناء الله الأمرشري من علماء أهل الحديث، والشيخ عطاء الله البخاريالأمرشري، والعلامة المحدث أنور شاه الكشميري، والعلامة محمد إقبال، والشيخ أبو الأعلى المودودي أمير الجماعة الإسلامية بباكستان، والشيخ محمد حسين البتالوي، والشيخ محمد علي المونكيري، والشيخ أبو الحسن الندوي، والشيخ محمد الخضر حسين، والشيخ إحسان إلهي ظهير، وغير هؤلاء.

 

          والذي نخلص إليه بعد كل ما ذكرناه أن غلام أحمد القادياني شأنه كشأن مسيلمة الكذاب والأسود العنسي، وحركته الأحمدية أو القاديانية شأنـها كشأن الحركات الباطنية كالإسماعيلية وغيرها في القديم، وكالبابية والبهائية في العصر الحديث.

 

          ولا يخفى على طالب علم خطر هؤلاء على دين الإسلام والمسلمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وحسبنا الله ونعم الوكيل، وصلى الله على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...

 

----------------------------------------

 

[1] كان صديقي الفاضل الشيخ محمد بشير صاحب مكتبة دار العلم مشتغلاً بترجمة هذا الموضوع منذ سنين عدة، ولا أدري إن كان قد طبع الكتاب أم لا؟!.

 

[2] القادياني والقاديانية، ص 21، للشيخ أبي الحسن الندوي.

 

[3] المصدر السابق، ص 130، والمسألة القاديانية ص 28، لأبي الأعلى المودودي.

 

[4] المسألة القاديانية، ص 29.

 

[5] المصدر السابق، ص 32.

 

[6] المصدر السابق، ص 30.

 

[7] القاديانية ثورة على النبوة المحمدية، ص 14، لأبي الحسن الندوي.

 

[8] المسألة القاديانية، ص 40، لأبي الأعلى المودودي.

 

[9] المسألة القاديانية، ص 49، لأبي الأعلى المودودي.

 

[10] طائفة القاديانية، ص 76، للشيخ محمد الخضر حسين. لم أشر إلى أرقام الصفحات التي نقلوا منها ولا إلى أسماء الكتب على الأغلب لأن معظمها بالأردية، علماً بأن المصادر العربية التي ذكرتـها في هذه المقالة ونقلت منها قد ذكرت ذلك.

 

[11] "إحذروا الأساليب الحديثة في مواجهة الإسلام"، د. سعد الدين السيد صالح، ص: 310 313.

 

[12] صحيح البخاري، رقم الحديث: 3534. 

السلفية القاديانية
أرسلت بواسطة admin في السبت 14 يونيو 2008 (3043 قراءة)
(أقرأ المزيد ... | التقييم: 3.4)
مقالات منوعة

السلفية القاديانية

 

كتبه : حسين بن محمود  

 

          لعل البعض يستغرب من هذا العنوان ، ولكن أدعو مَن كان هذا شأنه أن يقرأ المقالة كاملة حتى يعرف المقصود .

 

أسس الحركة القاديانية ( سنة 1900 م ) في شبه القارة الهندية " ميرزا غلام أحمد القادياني "

 

المولود عام (1839 م - هلك سنة 1908م) في قرية " قاديان " في مقاطعة البنجاب الهندية ..

 

كانت حركة " سير سيد أحمد خان " التغريبية قد مهدت لظهور القاديانية بما بثته من الأفكار المنحرفة ، فاستغل الإنجليز هذه الظروف , وصنعوا الحركة القاديانية , واختاروا لها رجلاً من أسرة عريقة في العمالة ، حيث أن " ميرزا " هذا ينتمي إلى أسرة اشتهرت بخيانة الدين والوطن ،

 

وكان للحكومة البريطانية أفضال كثيرة على عائلته ، فأظهرت عائلته الولاء لها ، فنشأ غلام أحمد وفياً للاحتلال البريطاني مطيعاً له في كل حال .

 

          بدأ غلام أحمد نشاطه كداعية إسلامي ، ثم ادعى أنه مُجددٌ ومُلْهَم من الله ، ثم تدرج خطوة أخرى , فادَّعى أنه المهدي المنتظر والمسيح الموعود ، ثم ادَّعى النبوة , وزعم أن نبوته أعلى وأرقى من نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، فاتبعه مَن اتبعه من الدهماء والغوغاء وأهل الجهل والمصالح الدنيوية .

 

          كان لتعيين " ظفر الله خان القادياني " كأول وزير للخارجية الباكستانية أثرٌ كبير في دعم هذه الفرقة الضالة , حيث خصص لها بقعة كبيرة في إقليم البنجاب لتكون مركزاً عالمياً لهذه الطائفة ,وسموها " ربوة " استعارة من نص الآية القرآنية (وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِين) "  المؤمنون : 50

 

          وفي عام 1953م قامت ثورة شعبية في باكستان , طالبت بإقالة " ظفر الله خان " وزير الخارجية حينئذ واعتبار الطائفة القاديانية أقلية غير مسلمة ، وقد قُتل فيها حوالي العشرة آلاف من المسلمين الباكستانيين , ونجحوا في إقالة الوزير القادياني ، ولله الحمد .

 

          يتمركز معظم القاديانيين اليوم في الهند وباكستان ، وقليل منهم في فلسطين المحتلة يعملون لليهود ، وهم منتشرون في العالم العربي والإسلامي ويسعون - بمساعدة النصارى واليهود - للحصول على المراكز الحساسة في كل بلد يستقرون فيه .

 

          وللقاديانيين نشاط كبير في أفريقيا ، وفي بعض الدول الغربية ( كبريطانيا وأمريكا ) ، ولهم في أفريقيا وحدها ما يزيد عن خمسة آلاف مرشد وداعية , متفرغين لدعوة الناس إلى القاديانية ، ونشاطهم الواسع هذا مدعوم من قبل الدول الغربية واليهود لأسباب معروفة .

 

          لقد تصدّى علماء الإسلام لهذه الحركة عبر السنين :

 

وممن تصدى لهم ولدعوتهم الخبيثة ، الشيخ " أبو الوفاء ثناء الله الأمرتستري " أمير جمعية أهل الحديث في عموم الهند ، حيث ناظر " ميرزا غلام " وأفحم حجته ، وكشف خبثَ طويته ، وكفرَ وانحرافَ نحلته .

 

          ولما لم يرجع غلام أحمد إلى رشده , بَاهَلَهُ الشيخ أبو الوفا على أن يموت الكاذب منهما في حياة الصادق ( هنــــا) ، ولم تمر سوى أيام قلائل حتى هلك " الميرزا غلام أحمد القادياني " في عام 1908م مخلفاً أكثر من خمسين كتاباً ونشرة ومقالاً ( ومن أهم كتبه : إزالة الأوهام ، إعجاز أحمدي ، براهين أحمدية ، أنوار الإسلام ، إعجاز المسيح ، التبليغ ، تجليات إلهية).

 

          وقام مجلس الأمة في باكستان ( البرلمان المركزي ) بمناقشة زعيم الطائفة " ميرزا ناصر أحمد " والرد عليه من قبل الشيخ مفتي محمود رحمه الله . وقد استمرت هذه المناقشة قرابة الثلاثين ساعة , عجز فيها " ناصر أحمد " عن الأجوبة , وانكشف النقاب عن كفر هذه الطائفة ، فأصدر المجلس قراراً باعتبار القاديانية أقلية غير مسلمة  ( الكتاب هنا).

 

 

وفي شهر ربيع الأول 1394هـ الموافق إبريل 1974م انعقد مؤتمر كبير برابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة , وحضره ممثلون للمنظمات الإسلامية العالمية من جميع أنحاء العالم .. وأعلن المؤتمرُ كفرَ هذه الطائفة , وخروجها عن الإسلام .. وطالب المسلمون بمقاومة خطرها , وعدم التعامل مع القاديانيين , وعدم دفن موتاهم في قبور المسلمين .

 

هذه نبذة سريعة عن تاريخ الحركة القاديانية ، والذي يهمنا هنا هو :

 

الأسباب التي أدّت إلى ظهور الحركة القاديانية ،

 

وما تدعوا له هذه الحركة ،

 

وما تهدف إليه !!

 

نقول :

 

لا تحتاج عَمَالة هذه الطائفة الكافرة للإنجليز إلى أيّة أدلة ، فهم صناعة إنجليزية خالصة ، ويكفي أن نُشير إلى أن الإنجليز هم الذين وضعوا تاج الخلافة على رأس " نور الدين " الخليفة الأول للقاديانية ، والحكومة الإنجليزية تسهّل لأتباع هذه الحركة التوظف بالدوائر الحكومية العالمية

 

وفي إدارة الشركات والمفوضيات , وتتخذ منهم ضباطاً من رتب عالية في مخابراتها السرية ..

 

ويوجد في بريطانيا قناة فضائية باسم التلفزيون الإسلامي يديرها القاديانية .

 

          لقد قامت الحركة القاديانية لأسباب واضحة ومدروسة من قبل البريطانيين المحتلين لشبه القارة الهندية آنذاك .. وتتضح أسباب قيامها في معتقداتها المعلنة التي روّجت لها ، ولا زالت ، تروّج لها منذ أكثر من مائة سنة ..

 

فمن أهم معتقدات الحركة :

 

1- زعم " ميرزا غلام " أن نبوته أعلى وأرقى من نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم !

 

2- يعتقدون بأن الله يصوم , ويصلي , وينام , ويصحو , ويكتب , ويخطئ , ويجامع -تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً - !

 

3-يعتقدون بأن النبوة لم تختم بمحمد صلى الله عليه وسلم , بل هي جارية ، والله يرسل الرسول حسب الضرورة ، وأن غلام أحمد هو أفضل الأنبياء جميعاً !

 

4- يعتقدون أن جبريل عليه السلام كان ينزل على غلام أحمد , وأنه كان يوحى إليه ، وأن إلهاماته كالقرآن !

 

5- يقولون: لا قرءان إلا الذي قدمه المسيح الموعود ( الغلام ) ، ولا حديث إلا ما يكون في ضوء تعليماته ، ولا نبي إلا تحت سيادة " غلام أحمد " !

 

6- يعتقدون أن كتابهم منزل واسمه الكتاب المبين وهو غير القرآن الكريم !!

 

7-يعتقدون أنهم أصحاب دين جديد مستقل وشريعة مستقلة , وأن رفاق الغلام كالصحابة !

 

8-كل مسلم عندهم كافر حتى يدخل القاديانية : كما أن مَن تزوج أو زوّج من غير القاديانيين فهو كافر !

 

9-يبيحون الخمر والأفيون والمخدرات !

 

10-يعتقد القادياني بأن إلَهه إنجليزي لأنه يخاطبه بالإنجليزية !

 

11- نادوا بإلغاء عقيدة الجهاد

 

كما طالبوا بالطاعة العمياء للحكومة الإنجليزية؛ لأنها - حسب زعمهم - ولي الأمر بنص القرآن!

 

مع " السلفية القاديانية " !

 

          قاديانية " ميرزا غلام " تشابهها حركة أُخرى , ظهرت في بلاد العرب , أطلق عليها البعض " مرجئة العصر " أو " الجبرية " أو غيرها من الألقاب التي تزخر بها الساحة ، ولكن المتمعن في عقيدة القاديانية يرى تطابقاً عجيباً بينها وبين هذه " السلفية المتقدينة " :

 

- فالقادياني الأول بدأ بالدعوة إلى الإسلام , وتدرج في الدعوة حتى استطاع أن يهدم الكثير من العقائد الإسلامية في قلوب أتباعه ..

 

و " قاديانية السلفية " أيضاً يتدرجون في بث أفكارهم عن طريق استخدام النصوص الشرعية في غير محلها لاستدراج السامع أو ا لمتتبع لهم إلى أمورٍ تتعارضُ وأحكامَ وثوابتَ الشريعة الإسلامية .

 

- القاديانية الهندية كانت وليدة الاحتلال البريطاني لشبه القارة الهندية ، و " القاديانية السلفية " وليدة الاحتلال الأمريكي للدول العربية .

 

- البريطانيون كانوا يبوّؤون القاديانية أعلى المناصب في الوزارات والحكومات ، وكذلك تفعل الحكومة الأمريكية من تمكين " قاديانية السلفية " في المراكز والمناصب الحساسة في الدول العربية لضمان ولائهم لها .

 

- القاديانية الأصلية كانت تمجد البريطانيين وتعتبر الإله بريطاني اللسان فقط ، أما " القاديانية السلفية " فلهم آلهة عدة : فحكوماتهم آلهة يعبدونها من دون الله : يُشرّعون لهم القوانين والأحكام , ويحرمون لهم الحلال , ويحلون الحرام , فيتبعونهم ، وهذه الحكومات إنما تعبد الإله الأكبر ( عندهم ) " أمريكا " ، فهي التي تُملي لهم هذه النظم وهذه القوانين , فيتبعونها , ويُطيعونها طاعة عمياء .. فـ " قاديانية السلفية " عُبّاد للعبيد الذين استعبدهم الكفار ، فهم أعظم شأناً في هذا من قاديانية " ميرزا غلام " .

 

- القاديانية الأولى كانت تبيح الخمر والمخدرات ، والقاديانية السلفية تُبيح ما هو أعظم من ذلك : موالاة الكفار ، والحكم بغير ما أنزل الله ..

 

وتستبيح قتل المؤمنين المجاهدين , وتحاربهم , وتطاردهم في كل مكان .

 

 

- القاديانية الأولى يكفرون كلَّ مِن لَم يدخل في جماعتهم ، والقاديانية السلفية يَسِمون مَن لا يعتقد ما يعتقدون من موالاة الكفار ومعاداة المؤمنين المجاهدين والعلماء العاملين ، يَسِمُونهم بالخوارج !

 

- يعتقد القاديانيون الهنود بأن جبريل عليه السلام كان ينزل على " غلام أحمد " وأنه كان يوحى إليه ، وأن إلهاماته كالقرءان .. وقاديانيّو السلفية يعتقدون بأن كلام حكامهم أو عملاءهم ( وليسوا علماء )

 

أحكامُهم وحيٌ من الله , لا ينبغي أن يردّه أحدٌ ولا أن يجادل فيه أحد .

 

- قاديانية " غلام أحمد " يقولون : لا قرءان إلا الذي قدمه المسيح الموعود ( الغلام ) ، ولا حديث إلا ما يكون في ضوء تعليماته !

 

وقاديانية السلفية جعلوا تفسيرَ النصوص الشرعية حكراً على علمائهم ( العملاء ) ،

 

فلا نظر إلا ما نظروه , ولا فهم إلا ما فهموه !

 

- طالبت " القاديانية الميرزوية " بالطاعة العمياء للحكومة الإنجليزية لأنها حسب زعمهم وليُّ الأمر بنص القرآن !

 

واستبدلت القاديانيةُ السلفية الحكومةَ الإنجليزية بالحكومات العميلة للأمريكان ، المبدلة لشرع الله ، المعادية لأولياء الله ، الموالية لأعداء الله , فحرموا الخروج عليهم أو الإنكار عليهم أو عصيانهم

 

لأنهم ولاة أمر بنص القرآن الذي احتكروا هم تفسيرَه وفق ما يوافق هوى هؤلاء الحكام .

 

- أما الهدف الحقيقي والأكبر وراء قيام الإنجليز بدعم القاديانية الأولى فكان لإلغاء الجهاد ،

 

وما هذه المعتقدات المنحرفة الضالة إلا تمهيد لهذه الفكرة الخبيثة

 

من قتل لروح الجهاد في قلوب المؤمنين , ومحاولة ثنيهم عن مقاومة الاحتلال ، وانظر كيف استخدم القاديانييون مصطلح " ولاة الأمور " لإضفاء الشرعية على مخططات أسيادهم البريطانيين ..

 

وها هي القاديانية تخرج لنا من جديد متلفحة بثوب " السلفية " لقتل روح الجهاد في الأمة ,

 

وإجهاض أية مقاومة للاحتلال الأمريكي لبلاد العرب بحجة أن هؤلاء الأمريكان من أهل الأمان والهدنة والذمة ، وكلها مصطلحات شرعية , أُنزلت في غير محلها لحاجةٍ في نفس الصليبيين , وأذنابهم المنافقين " القاديانيين العرب " .

 

 

( هناك قواسم كثيرة مشتركة بين القاديانيتين ، ولا يسعنا هنا ذكرها جميعاً ، فحسبنا ما ذكرناه )

 

لقد تأثر بعضُ الطيّبين بهذه الانهزامية النفسية التي يروج لها " العملاء " ، وإنما هذا التأثير نتيجة الحملة التغريبية المستمرة منذ أكثر من ثلاثمائة سنة .. هي نتيجة الدعايات الغربية التي تضخم قوة الغرب وسطوته في مقابل تحقير القوة الإسلامية وفاعليتها !

 

لقد صدّق بعضُ الطيّبين هؤلاء العملاء والادعاءات الغربية التي تروّج :

 

أن أمريكا والدول الغربية أقوى من أن يكون المسلمون لهم أنداداً .. هذا الخوف الذي صرفه هؤلاء للغرب الكافر , كان الأولى به أن يستثمر في الخوف من الله والثقة به وبوعده .

 

لقد ظهرت القاديانية الأولى في بلاد غلب على أهلها الجهل والتخلف والبعد عن الدين ,

 

فأصابت هوى في نفوس بعض المنافقين والمبتدعين , فكُتب لها الانتشار ، أما " السلفية القاديانية " فقد ظهرت في مكان عمَّه العلمُ وأمَّه العلماءُ , فأصبح أتباعُها شرذمةً , منبوذةً , مذمومةً ,

 

يحاول الحكام ترقيع أثوابها الممزقة , ولكن هيهات هيهات ، إن الدعاة والعلماء والغيورين على هذا الدين لهم بالمرصاد " يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ " (التوبة 32)

 

ليرقد القاديانيةُ السلفية في بيوتهم , وليحلُموا بإيقاف حوافر الخيل وتكبيرات الليوث التي تُرعب الدنيا ، لن يتوقف الجهاد أبداً ما دام على ظهرها مؤمن ..

 

لقد أخبرنا نبي الله " محمد بن عبد الله " صلى الله عليه وسلم بأنه :

 

" لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِهِ يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ لاَ يَضُرُّهُم مَنْ خَذَلَهُمْ ، وَلا مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ " رواه البخاري

 

لقد فضح المجاهدون " القاديانيةَ السلفية " ,وبيَّنوا زيفَ ادعاءاتهم وادعاءات أسيادهم وأربابهم من الغربيين والحكام المنافقين .. إن الغرب الهزيل ،  بل العالم الكافر بأسره لَيقف عاجزاً أمام ثُلّة من الرجال , حملوا على عاتقهم مسؤولية النهوض بالأمة الإسلامية ..

 

هذه الثلة المؤمنة المجاهدة سطَّرت بأفعالها سيرةَ السلف من جديد ..

 

هؤلاء الرجال برهنوا للعالم بأن الأمة الإسلامية ليست ندّاً عسكرياً للغرب فقط ، بل إن هذه الأمة العظيمة أقوى بكثير مما يظن مَن لا علمَ له بحقيقة العقيدة الراسخة

 

إذا خالجت القلوبَ وكانت هي المحرك الأساسي لعجلة الحياة فيها .

 

حسين بن محمود

أسم القسم للمقالات

  • القادياني الكافر
  • كيف تنبأ الرسول صلى الله عليه وسلم بالمتنبي الكذّاب
  • القاديانية وحساب الجمل اليهودي وجماعة المغفلين
  • آية قرآنية تصعق النِحلة القاديانية
  • رداً على أكذوبة: ( خدمات القاديانية للإسلام، والرد على النصارى)
  • القاديانية خرجت من رحم بريطانيا
  • للقاديانيين: أنا رسول الله
  • القاديانيون و ( ولا تقربوا الصلاة )
  • النبي الهندي (القادياني الكذّاب خليفة مسيلمة الكذاب)
  • حقيقة المسيح الدجال (التفسير العبيط عند أتباع الغلام السليط)
  • أسم القسم للمقالات

  • هذه أخلاق القادياني الكذاب
  • نعم الغلام القادياني هَلَكَ في المرحاض
  • الرد على الأحمدية حول حقيقة الإسراء والمعراج
  • الرد على أكاذيب قاديانية
  • يا عبيد يلاش! إيمانكم فيه شك
  • سيبويه قاديان
  • تحريف الوحي القادياني بايدي القاديانيين أنفسهم!
  • القاديانيون الجدد وعقلية القمامصة
  • القاديانية والتقول على الله سبحانه وتعالى
  • القادياني و بولس
  • أسم القسم للمقالات

  • 1: من أسماء الله الحسنى (يلاش)
  • 2: من الكفر العظيم تسمية نبي باسم (يلاش)
  • 3: لا يمكن القول أن الله ليس على الأرض. و كون الله محيط على الأشياء هو من الصفات
  • 4: لا يجمع أمهات صفات الله (الربوبية والرحيمية و الرحمانية و مالكية يوم الدين) ع
  • 5: العرش برزخ بين الدنيا و الآخرة. و يحمل عرش الله يوم القيامة أربعة ملائكة و أ
  • 6 : علم الله يزيد مع الأحداث. فإذا تغيرت الأحداث و الواقع يتغير علم الله أيضاً.
  • 7: يجلس الله على العرش. لكن جلوسه ليس كجلوس البشر. و لله يد و ساق ووجه و لكن ليس
  • 8 : وجود الله متغير. و تظهر تغيراته حسب الأهلية الإنسانية.و لا يظهر الله قدرته ا
  • 9: إن الله يظهر لأوليائه كأنه إله آخر لم يتعرف إليه العالم و لم يعرفه.
  • 10: من صفات الله أنه ينزل كلامه على المؤمنين الصادقين في رمضان و يطلعهم فيه على
  •   أسم القسم للمقالات

  • هل القاديانى الكذّاب أفضل من عيسى عليه السلام و أبى بكر الصديق ؟!
  • ملحد بني قاديان
  • خاتم النبيين المزيف!
  • هل كان الميرزا القادياني بعرف أي شيء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
  • ج1: القاديانية وأبوة سيدنا آدم للبشر
  • ج2: الأحمدية وعيسى بن مريم عليه السلام
  • ج1: الأحمدية وعيسى بن مريم عليه السلام
  • 145 مواضيع (10 صفحة, 15 موضوع في الصفحة)
    [ 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 ]
    هذه الشبكة لا تتبع لأى جهة حكومية

    انشاء الصفحة: 2.18 ثانية