حكم الانتماء إلى القاديانية الأحمدية
التاريخ: الثلاثاء 17 يونيو 2008
الموضوع: مقالات منوعة


حكم الإنتماء إلي القاديانية الأحمدية

 

 

          الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين: وبعد

 

فإن المسلمين في باكستان والهند ابتلوا منذ نهاية القرن التاسع عشر الميلادي بمشكلة دينية المظهر، سياسية الجوهر، استفحل أمرها وتفاقم خطبها على مر الأيام، ألا وهي النحلة القاديانية - والتي تسمى أيضاً الأحمدية - أو بالأحرى المؤامرة الاستعمارية ضد الإسلام والمسلمين، وبمجرد أن رفعت هذه النحلة رأسها وتطاير شرارها؛ بادر علماء المسلمين وقادتهم إلى مواجهها ومقاومتها؛ فصنفوا المصنفات، وكتبوا الفتاوى والبيانات؛ أماطوا فيها اللثام عن وجه هذه النحلة، وكشفوا عما فيها من مواطن الخطورة على كيان الأمة الإسلامية.

 

          ولما كان من طبيعة هذه النحلة أنها لا تدخل بلدا من بلاد المسلمين إلا وعكرت صفوة، وخربت أمنه، وصرفت أبناءه عن المسائل الأصلية إلى الصراع الداخلي المدمر، فضلاً عن معتقداتهم المخرجة عن دين الإسلام؛كان لابد أن نكشف لإخواننا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها عن حقيقة هذه النحلة؛ لئلا يقعوا فريسة لها عن غفلة أو جهل، خصوصاً وقد بدأ أتباع هذه النحلة - في هذه الأيام - الترويج لنحلتهم عن طريق المواقع والقنوات، وقد أفتتن بها بعض عوام المسلمين، والله المستعان.

 

          أولاً: قرار مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي في دورة انعقاد مؤتمره الثاني بجدة من 10 – 16 ربيع الآخر 1406هـ، الموافق 22 – 28 كانون الأول " ديسمبر " 1985م.

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين

 

إن مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي في دورة انعقاد مؤتمر الثاني بجدة من 10 – 16 ربيع الآخر 1406هـ، الموافق 22 – 28 كانون الأول " ديسمبر " 1985م،

 

          بعد أن نظر في الاستفتاء المعروض عليه من مجلس الفقه الإسلامي في كيب تاون بجنوب إفريقيا بشأن الحكم في كل من القاديانية والفئة المتفرعة عنها التي تدعي اللاهورية، من حيث اعتبارهما في عداد المسلمين أو عدمه، وبشأن صلاحية غير المسلم للنظر في مثل هذه القضية،

 

          وفي ضوء ما قدم لأعضاء المجمع من أبحاث ومستندات في هذا الموضوع عن ميرزا غلام أحمد القادياني الذي ظهر في الهند في القرن الماضي وإليه تنسب نحلة القاديانية واللاهورية،

 

          وبعد التأمل فيما ذكر من معلومات عن هاتين النحلتين وبعد التأكد من أن ميرزا غلام أحمد قد أدعى النبوة بأنه نبي مرسل يوحى إليه، وثبت عنه هذا في مؤلفاته التي ادعى أن بعضها وحي أنزل عليه، وظل طيلة حياته ينشر هذه الدعوة ويطلب إلى الناس في كتبه وأقواله الاعتقاد بنبوته ورسالته، كما ثبت عنه إنكار كثير مما علم من الدين بالضرورة كالجهاد،

 

          وبعد أن اطلع المجمع أيضا على ما صدر عن المجمع الفقهي بمكة المكرمة في الموضوع نفسه،

 

قرر ما يلي:

 

أولاً: أن ما ادعاه ميرزا غلام أحمد من النبوة والرسالة ونزول الوحي عليه إنكار صريح لما ثبت من الدين بالضرورة ثبوتاً قطعياً يقينياً من ختم الرسالة والنبوة بسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -، وأنه لا ينزل وحي على أحد بعده. وهذه الدعوى من ميرزا غلام أحمد تجعله وسائر من يوافقونه عليها مرتدين خارجين عن الإسلام. وأما اللاهورية فإنهم كالقاديانية في الحكم عليهم بالردة، بالرغم من وصفهم ميرزا غلام أحمد بأنه ظل وبروز لنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم

 

ثانياً: ليس لمحكمة غير إسلامية، أو قاض غير مسلم، أن يصدر الحكم بالإسلام أو الردة، ولاسيما فيما يخالف ما أجمعت عليه الأمة الإسلامية من خلال مجامعها وعلمائها، وذلك لأن الحكم بالإسلام أو الردة، لا يقبل إلا إذا صدر عن مسلم عالم بكل ما يتحقق به الدخول في الإسلام، أو الخروج منه بالردة، ومدرك لحقيقة الإسلام أو الكفر، ومحيط بما ثبت في الكتاب والسنة والإجماع: فحكم مثل هذه المحكمة باطل.

 

 والله أعلم ؛؛

 

---------------

 

1- مجلة المجمع "العدد الثاني، ج1، ص 209".

 

ثانيا: قرار مجمع الفقه الإسلامي المنبثق عن رابطة العالم الإسلامي

 

رقم الدورة: 1 رقم القرار: 3

 

          الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه. وبعد:

 

          فقد استعرض مجلس المجمع الفقهي موضوع الفئة القاديانية التي ظهرت في الهند في القرن الماضي " التاسع عشر الميلادي " والتي تسمى أيضا " الأحمدية "، ودرس المجلس نحلتهم التي قام بالدعوة إليها مؤسس النحلة ميرزا غلام أحمد القادياني 1876م مدعيا أنه نبي يوحى إليه، وأنه المسيح الموعود، وأن النبوة لم تختم بسيدنا محمد بن عبد الله رسول الإسلام - صلى الله عليه وسلم - كما هي عليه عقيدة المسلمين بصريح القرآن العظيم والسنة -، وزعم أنه قد نزل عليه، وأوحي إليه أكثر من عشرة آلاف آية، وأن من يكذبه كافر، وأن المسلمين يجب عليهم الحج إلى قاديان، لأنها البلدة المقدسة كمكة والمدينة، وأنها هي المسماة في القرآن بالمسجد الأقصى كل ذلك مصرح به في كتابه الذي نشره بعنوان " براهين أحمدية " وفي رسالته التي نشرها بعنوان " التبليغ ".

 

          واستعرض مجلس المجمع أيضا أقوال وتصريحات ميرزا بشير الدين بن غلام أحمد القادياني وخليفته، ومنها ما جاء في كتابه المسمى " آينة صداقت " من قوله " أن كل مسلم لم يدخل في بيعة المسيح الموعود " أي والده ميرزا غلام أحمد " سواء سمع باسمه أو لم يسمع هو كافر وخارج عن الإسلام "" الكتاب المذكور صفحة 35 "، وقوله أيضا في صحيفتهم القاديانية " الفضل " فيما يحكيه هو عن والده غلام أحمد نفسه إنه قال : " إننا نخالف المسلمين في كل شيء: في الله، في الرسول، في القرآن، في الصلاة، في الصوم، في الحج، في الزكاة، وبيننا وبينهم خلاف جوهري في كل ذلك " صحيفة " الفضل " في 30 من تموز " يوليو " 1931م .

 

          وجاء أيضا في الصحيفة نفسها " المجلد الثالث " ما نصه " إن ميرزا هو النبي - محمد صلى الله عليه وسلم - " زاعما أنه هو مصداق قول القرآن حكاية عن سيدنا عيسى - عليه السلام - سورة الصف الآية 6: ﴿ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ٌ﴾ كتاب إنذار الخلافة ص 21 ".

 

          واستعرض المجلس أيضا ما كتبه ونشره العلماء والكتاب الإسلاميون الثقات عن هذه الفئة القاديانية الأحمدية لبيان خروجهم عن الإسلام خروجا كليا.

 

          وبناء على ذلك اتخذ المجلس النيابي الإقليمي لمقاطعة الحدود الشمالية في دولة باكستان قرارا في عام 1974م بإجماع أعضائه يعتبر فيه الفئة القاديانية بين مواطني باكستان أقلية غير مسلمة. ثم في الجمعية الوطنية " مجلس الأمة الباكستاني العام لجميع المقاطعات وافق أعضاؤها بالإجماع أيضا على اعتبار فئة القاديانية أقلية غير مسلمة ".

 

          يضاف إلى عقيدتهم هذه ما ثبت بالنصوص الصريحة من كتب ميرزا غلام أحمد نفسه ومن رسائله الموجهة إلى الحكومة الإنكليزية في الهند التي يستدرها ويستديم تأييدها وعطفها من إعلانه تحريم الجهاد، وأنه ينفي فكرة الجهاد ليصرف قلوب المسلمين إلى الإخلاص للحكومة الإنجليزية المستعمرة في الهند؛ لأن فكرة الجهاد التي يدين بها بعض جهال المسلمين تمنعهم من الإخلاص للإنكليز. ويقول في هذا الصدد في ملحق كتابه " شهادة القرآن " الطبعة السادسة ص 17 ما نصه " أنا مؤمن بأنه كلما ازداد أتباعي وكثر عددهم قل المؤمنون بالجهاد لأنه يلزم من الإيمان بأني المسيح أو المهدي إنكار الجهاد " تنظر رسالة الأستاذ الندوي نشر الرابطة ص 25.

 

          وبعد أن تداول مجلس المجمع الفقهي في هذه المستندات وسواها من الوثائق الكثيرة المفصحة عن عقيدة القاديانيين ومنشئها وأسسها وأهدافها الخطيرة في تهديم العقيدة الإسلامية الصحيحة وتحويل المسلمين عنها تحويلا وتضليلا، قرر المجلس بالإجماع اعتبار العقيدة القاديانية المسماة أيضا بالأحمدية عقيدة خارجة عن الإسلام خروجا كاملا، وأن معتنقيها كفار مرتدون عن الإسلام، وأن تظاهر أهلها بالإسلام إنما هو للتضليل والخداع، ويعلن مجلس المجمع الفقهي أنه يجب على المسلمين حكومات وعلماء وكتابا ومفكرين ودعاة وغيرهم مكافحة هذه النحلة الضالة وأهلها في كل مكان في العالم . . وبالله التوفيق.

 

نائب الرئيس

 

الرئيس

 

محمد علي الحركان الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي

 

عبد الله بن حميد

 

رئيس مجلس القضاء الأعلى في المملكة العربية السعودية

 

 

الأعضاء

 

 

 

عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية

 

 

 

محمد محمود الصواف

 

محمد بن صالح بن عثيمين

 

محمد بن عبد الله السبيل

 

محمد رشيد قباني

 

 

 

مصطفى الزرقاء 

 

محمد رشيدي   

 

عبد القدوس الهاشمي الندوي 

 

أبو بكر جومي

 

 

---------------

 

*- السؤال الثالث من الفتوى رقم " 1615 ".

 

 

ثالثاً: فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية.

 

          س: ما حكم الدين الجديد وأتباعه؛ يعني دينا يقال له: الأحمدية، يحذروا دواعيه الناس بالاحتفاظ سواء بشيء من آيات قرآنية أو من أسماء الله ويحرمون الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأين منشأ هذا الدين ومتى، وما الحكم فيمن يرغبون عنه؟*

 

          ج: لقد صدر الحكم من حكومة الباكستان على هذه الفرقة بأنها خارجة عن الإسلام، وكذلك صدر من رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة الحكم عليها بذلك، ومن مؤتمر المنظمات الإسلامية المنعقد في الرابطة في عام 1394هـ، وقد نشر رسالة توضح مبدأ هده الطائفة وكيف نشأت ومتى إلى غير ذلك مما يوضح حقيقتها.

 

          والخلاصة: أنها طائفة تدعي أن مرزا غلام أحمد الهندي نبي يوحى إليه وأنه لا يصح إسلام أحد حتى يؤمن به، وهو من مواليد القرن الثالث عشر، وقد أخبر الله سبحانه في كتابه الكريم أن نبينا محمدا - صلى الله عليه وسلم - هو خاتم النبيين، وأجمع علماء المسلمين على ذلك، فمن ادعى أنه يوجد بعده نبي يوحى إليه من الله - عز وجل - فهو كافر لكونه مكذبا بكتاب الله -عز وجل -، ومكذبا للأحاديث الصحيحة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الدالة على أنه خاتم النبيين، ومخالفا لإجماع الأمة.

 

وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

 

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

 

عضو

 

عضو

 

نائب رئيس لجنة

 

الرئيس

 

عبد الله بن قعود

 

عبد الله بن غديان

 

عبد الرازق عفيفي

 

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

 

---------------

 

*- فتوى رقم " 4317 ".

 

* [ بعض أجزاء المقدمة مستفادة من مقدمة الشيخ خليل أحمد الحمادي لكتاب ما هي القاديانية؟].

 

 

نقلاً من موقع:islamhouse.com

 

 









أتى هذا المقال من شبكة الأحمدية القاديانية في الميزان - ضد القاديانية - ضد أحمدية - ضد ميرزا غلام - Anti Ahmadiyya - Anti Qadyanis - Anti Mirza Ghulam Ahmad - Anti IslamAhmadiyya - Anti MTA TV - Anti Alislam.org - Anti Qadyani
http://www.anti-ahmadiyya.org/old/site

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.anti-ahmadiyya.org/old/site/modules.php?name=News&file=article&sid=119